بقلم: يورونيوز • آخر تحديث: 17/02/2023 - 21:31
جوردون ليونز، وغافن روبنسون، وجيفري دونالدسون، وإيما ليتل بينجلي بتحدثون إلى وسائل الإعلام خارج فندق كولودن حيث يجري ريشي سوناك محادثات حول بروتوكول أيرلندا الشمالية - حقوق النشر Liam McBurney/AP
أجرى رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك الجمعة في ضواحي بلفاست محادثات مع قادة الأحزاب المحلية، وسط معلومات عن قرب توصّل لندن والاتحاد الأوروبي إلى اتفاق على نص يعدّل بروتوكول إيرلندا الشمالية.
وبروتوكول مرحلة ما بعد بريكست المبرم بين لندن وبروكسل يبقي مقاطعة إيرلندا الشمالية في السوق الأوروبية الموحدة وضمن الاتحاد الجمركي للتكتل وينص على إجراء تفتيش للسلع المتّجهة من بقية أنحاء المملكة المتحدة إلى إيرلندا الشمالية.
لكن البروتوكول لم يلق تأييداً شعبياً كبيراً ودفع القادة الوحدويون في المقاطعة التابعة لبريطانيا إلى شل الحياة السياسية فيها لأشهر.
منذ أشهر تخوض لندن وبروكسل مفاوضات سعيا لخفض التوترات على خلفية الترتيبات التجارية.
"لحظة كبرى"
وبات سوناك ليلته في فندق كالودن في ضواحي بلفاست ثم عقد الجمعة اجتماعات فردية مقتضبة مع قادة الأحزاب الرئيسية في البرلمان المحلي، وكان ختامها مع الحزب الوحدوي الديمقراطي.
وسعى سوناك إلى إقناع الأحزاب بدعم تعديلات للترتيبات التجارية المتفق عليها مع بروكسل.
ولدى خروجهم من الاجتماعات أبدى القادة السياسيون تفاؤلاً حذراً.
وقال زعيم الحزب الوحدوي الديمقراطي جيفري دونالدسون في تصريح للصحافيين "من الواضح أنها لحظة كبرى".
وأضاف دونالدسون "أعتقد أنه تم تحقيق تقدّم في مروحة من المسائل ونحن نرحّب بذلك. لكني أعتقد أنه لا تزال هناك نواح لا يزال الاتفاق النهائي حولها مع الاتحاد الأوروبي عالقاً".
وأضاف "لم نطّلع بعد على النص النهائي لأي اتفاق".
من جهته أشار زعيم حزب ألستر الوحدوي داغ بيتي إلى أن سوناك "قال إننا لم نصل بعد إلى نهاية المطاف"، معتبراً أن هذا الأمر يشير إلى أن "الاتفاق النهائي مع الاتحاد الأوروبي لا يزال عالقاً".
لكن موقف ماري لو مكدونالد زعيمة حزب الشين فين جاء مغايراً، إذ أشارت إلى أن "اللعبة" بدأت. و"شين فين" يؤيد تطبيق البروتوكول تجنباً لإقامة حدود مادية مع إيرلندا.
وغادر سوناك الفندق نحو الظهر من دون الإدلاء بأي تصريح للصحافيين.
"المحادثات جارية"
في وقت سابق قالت متحدثة باسم رئاسة الحكومة البريطانية إن "المحادثات جارية مع الاتحاد الأوروبي" وإن اجتماعات بلفاست تندرج في إطار مسار لحل مشاكل عملية والحفاظ على مكانة إيرلندا الشمالية في السوق الداخلية للمملكة المتحدة.
أفادت صحيفة "ديلي تلغراف" نقلاً عن مصادر بريطانية عدة ترجيحها أن يقدّم سوناك إحاطة لحكومته وأن يعلن الاتفاق الثلاثاء في البرلمان.
ومن المقرر أن يلتقي سوناك رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين في مؤتمر ميونيخ للأمن في نهاية الأسبوع "ما يحيي الآمال بقرب التوصل لاتفاق" وفق صحيفة "ذي غارديان".
وقال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي إنه عقد الجمعة في بروكسل "اجتماعاً بناءاً" مع نائب رئيسة المفوضية الأوروبية ماروس سيفكوفيتش المكلّف القضية.
لكن نائب رئيس الوزراء الإيرلندي مايكل مارتن أعرب عن اعتقاده بأن هناك "مسافة لا تزال تفصلنا" على التوصل لاتفاق.
يريد الحزب الوحدوي الديمقراطي تعديل إلغاء الاتفاق برمّته أو إدخال تعديلات جذرية عليه، مشدداً على أنه يعزل المقاطعة عن بقية أنحاء المملكة المتحدة ويرجّح كفة توحيد إيرلندا.
والجمعة قال نائب الحزب سامي ويلسون في تصريح لشبكة "بي بي سي" إن الاتفاق يجب أن ينص على إزالة التطبيق التلقائي لقوانين الاتحاد الأوروبي في إيرلندا الشمالية، معتبرا أنه "تم التخلي عن المقاطعة لصالح الاتحاد الأوروبي".
وكان الحزب قد علّق مشاركته في البرلمان المحلي في شباط/فبراير 2022 للاحتجاج خصوصاً على البروتوكول ما أدى إلى شل الحياة السياسية في المقاطعة.
هذا الشهر أعلنت بريطانيا أنها ستمدد المهلة النهائية المعطاة لأحزاب إيرلندا الشمالية لتشكيل حكومة حتى 18 كانون الثاني/يناير 2024، لكنّها تحتفظ بحقّها في الدعوة لانتخابات في أي وقت خلال هذه المهلة