سمراء بشفاه غليظة وأنف عريض.. فيلم "الملكة كليوباترا" يثير جدلا واسعا في مصر

منذ 1 سنة 144

مرة جديدة، أثارت منصة البث العملاقة على الإنترنت نتفليكس (Netflix) الجدل بعد طرحها الإعلان الترويجي لفيلم وثائقي جديد يتناول حياة آخر فراعنة مصر "الملكة كليوباترا" ومن المقرر أن يتم عرضه في العاشر من مايو/أيار.. والسبب إظهار الملكة الفرعونية من أصول مقدونية، ببشرة سوداء وشعر مجعد. 

وانهالت التعليقات والانتقادات التي طالت الشبكة الأمريكية العملاقة خلال الساعات الماضية، واتهم مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي في مصر، المنصة العالمية بتشويه وتزوير المعطيات التاريخية الثابتة، واعتبر البعض أنها تحاول طمس الهوية الفرعونية المصرية. 

والفيلم الذي يحمل عنوان QUEEN CLEOPATRA "الملكة كليوباترا" يتناول الحروب التي خاضتها الملكة الفرعونية، آخر الملكات التي حكمت مصر منذ وفاة الإسكندر الأكبر في عام 323 قبل الميلاد لحماية عرشها وعائلتها وإرثها. 

وهو من إنتاج جادا بينكيت سميث، وهي ممثلة وكاتبة أغاني أمريكية من أصول أفريقية وزوجة الممثل الشهير ويل سميث. 

وأوضح النص التقديمي للفيلم المنتظر، أن تراث كليوباترا لطالما "كان موضوع الكثير من الجدل الأكاديمي، والذي غالبا ما تم تجاهله من قبل هوليوود”، مشيرا إلى أن السلسلة الجديدة ستعيد "الآن تقييم هذا الجزء الرائع من قصتها".

ومن التصريحات المثيرة للجدل والتي وردت في المقطع الترويجي "لا يهمني ماذا تعلمت في مدرستك.. كليوباترا كانت مصرية سوداء.. ومرجح أنها كانت مصرية سوداء تدافع عن شعبها وبلدها"، في إصرار على أنها كانت من أصحاب البشرة السمراء ما يضرب بعرض الحائط الفرضيات الأخرى.

هذا وأعاد الفيلم النقاش حول المركزية الأفريقية أو "الأفروسنتريك"، وهي حركة أو تيار ثقافي وسياسي يسعى إلى إبراز الهوية والمساهمات الثقافية الأفريقية في تاريخ العالم، ونشر فكرة أن جميع حضارات العالم كانت تضم من أصحاب البشرة السمراء قبل تشتتهم.

وانضم عدد من المتخصصين في علم الأثار المصرية إلى قافلة المعترضين على الفيلم، متهمين الشبكة العالمية بدعم الروايات التي تطلقها هذه الحركة (الأفروسنتريك) والتي تزعم أن مصر كانت أمة سوداء وأن الحضارة المصرية أصلها "زنجي أفريقي" وهو ما يرفضه الشعب المصري رفضا قاطعا. 

وفي البوستر الدعائي للفيلم الوثائقي للملكة الفرعونية، ومدته دقيقتين، تظهر الملكة بشفاه غليظة وأنف عريض، الأمر الذي اعتبره رواد التواصل الاجتماعي محاولة إضافية لسرقة تاريخ وحضارة مصر ونسبها إلى حضارات أخرى.

وفي سلسلة من المنشورات على صفحته الخاصة على فيسبوك، انتقد مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار بمصر هذا العمل ودعا المصريين إلى الوقوف في وجه "هذه المنصة غير المسؤولة".  

وكتب الصحفي المصري لؤي الخطيب في تغريدة نشرها عبر صفحته الخاصة على موقع تويتر: "مفيش مؤسسة بتقدم محتوى فني أو إعلامي إلا وليها أجندة، وأجندات نتفليكس بقت معروفة وده شيء عادي بالنسبة لي، لكن البوستر ده بيقول إن الموضوع خرج من إطار تمرير الأجندة لمرحلة العبط الرسمي اللي بيضر الأجندة نفسها ويحولها لنكتة! إيه الشيء المنطقي اللي يخليني كمشاهد أصدق إن كليوباترا". 

وقام عدد من النشطاء بإنشاء عريضة على موقع Change.org يطالبون فيها نتفليكس بسحب الفيلم عن منصتها. 

وتعليقا على هذه الخطوة، قالت ألفة في تغريدة أرفقتها برابط العريضة : "فيه خطوة إيجابية و محترمة جدا اتعملت عريضة تستهدف جمع 10 آلاف توقيع لمنع عرض مسلسل كليوباترا على نيتفلكس، قرّبت حالياً من 8 آلاف توقيع". 

وتساءل أحمد رضوان كيف يعقل أن تكون كليوباترا اليونانية من أصحاب البشرة السمراء "يعني كليوباترا سنة 1963 كانت Elizabeth Taylor صاحبة البشرة البيضاء والعيون الخضراء، وفي سنة 2023 أصبحت سمراء البشرة على وثائقي Netflix !! م ترسوا على بر يا جدعان! كليوباترا اليونانية ابنة البطالمة كانت سمراء البشرة ازاي؟! صحيح هناك بعض الإدعاءات التي تقول أن بشرتها كانت سمراء اللون، لكن لم يثبت ذلك نهائيًا، ولم يتم تأكيده! لذا فهو في حكم الافتراضات المحضة!"

من جانبها اعتبرت ميار نجيب أن "تزوير التاريخ جريمة"، وكتبت عبر فيسبوك: "ما هو مش بالعافيه.. ملكه اصلها مقدوني يوناني حتبقى سمرا ازاي

فكره الترويج افروسنتريك .. باخت ودمها تقل ".

وهذا العمل هو واحد من سلسلة أعمال وثائقية من المقرر أن تطرحها نتفليكس تباعا، تتناول حياة الملكات الأفريقيات البارزات، وتوصف السلسلة كليوباترا بأنها أشهر امرأة في العالم وأكثرهن قوة.