بقلم: Nour Chahine & يورونيوز
ووفقًا لصحيفة معاريف العبرية، انتقد إيدار ما وصفه بـ"انحياز البابا العلني ضد إسرائيل" خلال الحرب الأخيرة في غزة، معتبرًا أن مشاركته في الجنازة ستكون بمثابة "تطبيع مع خطاب عدائي" تجاه تل أبيب ومواطنيها.
وأضاف السفير السابق بأن البابا فرنسيس تجاهل "الفظائع التي ارتكبتها حماس" وأنه ركز فقط على المعاناة الفلسطينية وفق تعبيره. وأشار إيدار إلى أن البيانات الصادرة عن الفاتيكان، خصوصًا تلك التي أعقبت تصاعد القصف الإسرائيلي على غزة، "انحازت بشكل صارخ إلى رواية واحدة وأغفلت الجرائم التي تستهدف المدنيين الإسرائيليين". ورأى الدبلوماسي السابق أنه على الحكومة الإسرائيلية أن تمتنع عن إرسال وفد رسمي إلى الجنازة، لأن "التكريم في هذه الحالة يوصل رسالة خاطئة".
لكن موقف إيدار لم يكن محل إجماع في إسرائيل. فقد قدم الرئيس الإسرائيلي أمس إسحاق هرتسوغ تعازيه الرسمية للفاتيكان، مشيدًا بالبابا الراحل كرجل "سلام وإنسانية" ترك أثرًا ملموسًا في تعزيز الحوار بين الأديان، وهي تصريحات نقلتها وسائل إعلام عبرية مثل "تايمز أوف إسرائيل" و"جيروزاليم بوست".
في المقابل، لاقت تصريحات البابا فرنسيس بشأن غزة ترحيبًا واسعًا في الأوساط الفلسطينية والعربية. فقد أشاد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بدور الحبر الأعظم في "الدفاع عن الحقوق الفلسطينية"، واعتبرته حركة حماس "صوتًا أخلاقيًا نزيهًا في وجه العدوان" وفق تعبيرها.
كما أصدرت جامعة الدول العربية والحكومة اللبنانية بيانات امتدحت فيها مواقف البابا الراحل التي وصفتها بـ"الجريئة"، خاصة بعد اتصاله المباشر مع بعض سكان غزة المتضررين من الحرب.
ورغم الانتقادات فإن إرث البابا فرنسيس فيما يخص علاقته مع إسرائيل لا يخلو من محطات مهمة. فقد زار القدس خلال فترة ولايته، ووقف أمام نصب "ياد فاشيم" لضحايا المحرقة النازية، كما زار قبر تيودور هرتسل، مؤسس الحركة الصهيونية، في خطوة أثارت في حينها ردود فعل متباينة. كما استقبل زعماء فلسطينيين وإسرائيليين في الفاتيكان، في محاولات لبناء جسور عبر "الدبلوماسية الروحية"، بحسب توصيف وسائل إعلام غربية.
ومع اقتراب موعد الجنازة، التي يُتوقّع أن يشارك فيها قادة دول وزعماء روحيون من مختلف الأديان، لم تتأكد بعد مشاركة إسرائيل في مراسم التشييع خصوصا في ظل تصريحات السفير الإسرائيلي السابق إيدار الداعي إلى المقاطعة.