زيلينسكي يزور المنطقة الحدودية لأول مرة بعد الهجوم الأوكراني على كورسك الروسية

منذ 3 أشهر 50

في خطوة مفاجئة، قام الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بزيارة منطقة سومي في شمال شرق أوكرانيا، وهي أول زيارة له إلى هذه المنطقة الحدودية منذ بدء الهجوم الأوكراني عبر الحدود قبل أكثر من أسبوعين. هذه الزيارة تأتي بعد أن تمكنت القوات الأوكرانية من السيطرة على عدد من القرى الروسية وبلدة سودزا.

أعلن زيلينسكي أن القوات الأوكرانية قد استولت على مستوطنة جديدة في منطقة كورسك الروسية وأسرّت مزيدًا من الأسرى الروس، في خطوة يهدف من خلالها إلى تعزيز "صندوق التبادل" لتمكين عمليات تبادل الأسرى.

وأضاف زيلينسكي عبر منصة "إكس" أن عملية كورسك، التي بدأت في 6 أغسطس، أسفرت عن انخفاض في القصف الروسي وتقليل الضحايا المدنيين في منطقة سومي.

في زيارته، لم يتجاوز زيلينسكي إلى الأراضي الروسية نفسها، تجنبًا لاعتبار موسكو الأمر استفزازًا. وقد أكد زيلينسكي أن هدف أوكرانيا هو إنشاء منطقة عازلة لمنع المزيد من الهجمات من منطقة كورسك.

أثارت العملية الأوكرانية قلق الكرملين، حيث أظهرت ضعف روسيا وكشفت عن التحديات التي تواجه الرئيس فلاديمير بوتين في محاولاته لتصوير بلاده وكأنها غير متأثرة بالحرب المستمرة. وفي استجابة للتهديد، بدأت السلطات في كورسك بتركيب ملاجئ خرسانية في أماكن عامة لحماية المدينة من القصف، كما تخطط لتوسيع الإجراءات الوقائية في مناطق أخرى مثل زيلينوجورسك وكورتشاتوف، حيث تقع محطة الطاقة النووية في كورسك.

وأمر بوتين بإنشاء وحدات للدفاع الذاتي في المناطق الروسية الحدودية مع أوكرانيا. من جهة أخرى، أفاد حاكم كورسك بأن أكثر من 133,000 شخص قد غادروا المناطق المتأثرة بالقتال، بينما بقي أكثر من 19,000 في المنطقة.

وفي تطور موازٍ، أفادت وزارة الدفاع الروسية بأنها صدت هجمات أوكرانية على عدة قرى في منطقة كورسك. هذا بينما تواصل أوكرانيا تحقيق مكاسب في معركة الشرق، حيث أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها سيطرت على قرية ميزهوفو في دونيتسك، جزء من منطقة دونباس الصناعية التي تسعى موسكو للسيطرة عليها بالكامل.

تسجل هذه العمليات الأوكرانية تقدمًا بارزًا حيث تُعد هذه السيطرة على الأراضي الروسية الأولى من نوعها منذ الحرب العالمية الثانية. كما تشهد الحرب تصعيدًا في استخدام الطائرات بدون طيار، حيث شنّت أوكرانيا هجمات ليلية باستخدام 28 طائرة مسيرة، مستهدفة منشآت عسكرية روسية.

وفي سياق متصل، اندلعت حرائق في مستودع نفط في منطقة بروستوف الروسية، حيث واصل رجال الإطفاء جهودهم لإخماد النيران التي تسببت في إصابة 47 منهم. تكشف الصور الملتقطة بالأقمار الصناعية عن استمرار اشتعال النيران في الموقع، مع سحب كثيفة من الدخان الأسود تغطي المدينة.

يشار إلى أن زيلينسكي اعترف بتقدم القوات الروسية، مشددًا على ضرورة التزام حلفاء كييف بتعهداتهم في إمدادات الذخيرة. في الوقت ذاته، قام بوتين بزيارة غير معلنة إلى الشيشان، وهي جمهورية ذات أغلبية مسلمة، للمرة الأولى منذ حوالي 13 عامًا. تأتي هذه الزيارة في ظل استمرار توغل القوات الأوكرانية عبر الحدود إلى غرب روسيا، حيث يدخل النزاع أسبوعه الثالث.