يخيّم على اليابان شبح الزلزال المدمّر بقوة 9,0 درجات والذي وقع تحت البحر قبالة سواحلها الشمالية الشرقية في آذار/مارس 2011 ما أدّى إلى تسونامي حصد 18,500 شخص بين قتلى ومفقودين
ضرب زلزال قوي مناطق بوسط اليابان الجمعة ما أرغم السلطات على تعليق حركة القطارات الفائقة السرعة لفترة قصيرة، لكن دون صدور تحذير فوري من احتمال حصول تسونامي. ووقع الزلزال الذي بلغت شدته 6,5 درجات عند الساعة 14,42 (05,42 بتوقيت غرينتش) على عمق 12 كيلومترا، وفق وكالة الأرصاد اليابانية.
وتوقّفت حركة القطارات السريعة بين ناغانو وكانازاوا، وهي منطقة سياحية شهيرة، وفقاً لشركة السكك الحديد اليابانية، واستؤنفت بعد أقل من ساعين. ولم ترد تقارير مؤكدة عن وقوع إصابات أو أضرار. والجمعة عطلة رسمية في اليابان في إطار ما يعرف بـ"الأسبوع الذهبي" عندما يسافر عدد كبير من الأشخاص للترفيه أو زيارة أقارب.
وبلغت شدّة الزلزال ستّ درجات على مقياس شيندو الياباني المؤلف من سبع درجات في مدينة سوزو في إيشيكاوا، ممّا يعني أنّه قد يؤدّي إلى انهيارات أرضية كبيرة.
وقدّر المعهد الأمريكي للجيوفيزياء قوة الزلزال بـ6,2 درجة، قائلا إنه ضرب على مسافة قريبة قبالة الساحل، غير أنّ وكالة الأرصاد اليابانية حدّدت مركزه في اليابسة.
وتتعرض اليابان باستمرار لزلازل بسبب وقوعها في منطقة "حزام النار" في المحيط الهادئ، التي تشهد نشاطا زلزاليا مرتفعا. وتمتد هذه المنطقة في جنوب شرق آسيا وإلى حوض المحيط الهادئ.
غير أنّ اليابان تطبّق معايير بناء صارمة جداً لضمان صمود المباني أمام زلزال قوية، وغالباً ما تجري تدريبات على مواجهة حالات طوارئ مرتبطة بزلزال كبرى.
ضرب زلزال بقوة 6,9 درجات قرية تعتمد على الصيد البحري في شبه جزيرة نوتو الواقعة في نفس المنطقة عام 2007، ما أدّى إلى جرح مئات الأشخاص وتضرّر أكثر من 200 مبنى.
وشبه جزيرة نوتو منطقة ريفية على ساحل بحر اليابان تشتهر بمناظرها الجميلة والمأكولات البحرية. ويبلغ عدد سكانها قرابة 340 ألف شخص بحسب إحصاء عام 2015.
ويخيّم على اليابان شبح الزلزال المدمّر بقوة 9,0 درجات والذي وقع تحت البحر قبالة سواحلها الشمالية الشرقية في آذار/مارس 2011 ما أدّى إلى تسونامي حصد 18,500 شخص بين قتلى ومفقودين.
وأسفر التسونامي في 2011 أيضاً عن تدمير ثلاثة مفاعلات نووية في منشأة فوكوشيما، ما تسبّب بأسوأ كارثة نووية في تاريخ هذا البلد في مرحلة ما بعد الحرب، وأخطر حادث نووي في العالم منذ تشيرنوبيل.
وأكّد المتحدث باسم الحكومة هيروكازو ماتسونو للصحافيين عدم رصد أيّ مؤشرات غير طبيعية في منشأتي شيغا وكاشيوازاكي-كاريوا من جرّاء زلزال الجمعة، وقال ماتسونو: "نتوقع تغييرا في مستوى البحر لكن ليس هناك أي خطر من وقوع تسونامي".
بدوره قال الاستاذ لدى معهد أبحاث الزلازل بجامعة طوكيو كينجي ساتاكي، لشبكة إن إتش كي العامة، إنّه من المتوقع أن تستمر الهزّات الارتدادية لأسبوع على الأرجح، وأضاف أنّ "منطقة نوتو شهدت نشاطاً زلزالياً كبيراً في السنوات الأخيرة".
وفي آذار/مارس العام الماضي، ضرب زلزال بقوة 7,4 درجات كان مركزه قبالة سواحل فوكوشيما، مناطق واسعة من شرق اليابان موديا بعدد من الأشخاص. ولحقت بالعاصمة طوكيو أضرار هائلة جرّاء زلزال مدمر في 1923.