بقلم: يورونيوز • آخر تحديث: 03/02/2023 - 17:54
المدفعية الأوكرانية تقصف مواقع للجيش الروسي قرب بخموت - حقوق النشر AP Photo/LIBKOS
قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، إن أوكرانيا ستواصل القتال من أجل بخموت بقدر ما تستطيع متعهداً بأن أحداً "لن يتنازل عن القلعة الشرقية". وقال زيلينسكي في مؤتمر صحافي مع كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي في كييف "لن يتنازل أحد عن بخموت. سوف نقاتل لأطول فترة ممكنة. نحن نعتبر بخموت حصننا".
وأشار زيلينسكي إلى أن أوكرانيا يمكن أن تكون قادرة على الاحتفاظ بالمدينة وتحرير حوض الدونباس المحتل بأكمله إذا حصل الجيش الأوكراني على أسلحة بعيدة المدى.
والجمعة أشار المعهد الأمريكي لدراسة الحرب [ISW] إلى أن ن قوات روسية من النخبة في الجيش، بدأت تدعم مجموعة فاغنر شبه العسكرية في معركتها للسيطرة على بخموت، بعدما تمكنت قوات يفغيني بريغوجين المثير للجدل من السيطرة على سوليدار [شرق بخموت] منذ أسابيع.
ورغم أن الخبراء الغربيين يقللون من أهمية المدينة الاستراتيجية، فإنه من الواضح أن المعركة عليها من الأشد والأكثر دموية في أوكرانيا. ومن الجائز مقارنة صعوبة معركة بخموت بمعركتي ماريوبول [جنوباً]، وسيفيرودونيتسك [منطقة لوهانسك].
ومنذ أيام فقط، تحدثت وسائل إعلام غربية إلى جنود أوكرانيين يقاتلون في بخموت، وقال هؤلاء إنهم يقاتلون أحياناً لمدة 10 ساعات متواصلة، وإن مقاتلي فاغنر يهاجمونهم بأعداد كبيرة "مثل الزومبي".
أحد الجنود، واسمه أندري، قال لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، إن مقاتلي فاغنر يتقدمون أمتاراً أمتاراً، على جثث رفاقهم، مثل "الزومبي" فقط من أجل تأمين تقدم لا يبلغ أكثر من 30 متراً أحياناً.
ومنذ نيسان-أبريل الماضي، نجحت قوات المجموعة شبه العسكرية فاغنر من التقدم نحو المدينة، مدعومة بغطاء جوي وقصف مدفعي كثيف من الجيش الروسي. التغريدة أدناه تظهر التقدم الروسي نحو المدينة التي أطلق الأوكرانيون من أجلها عدّة حملات في وسائل التواصل الاجتماعي تحت عناوين مثل "بخموت صامدة" أو "بخموت القلعة".
"فرامة اللحم"
وفي الأسابيع الأخيرة، أصبحت المعارك ترتدي طابعاً رمزياً أكبر بالنسبة للمسؤولين الروس والأوكرانيين. بالنسبة لروسية، إن الاستيلاء على بخموت سيكسر "عنفوان أوكرانيا" كما أنه سيأتي بعد هزائم مني بها الجيش الروسي في خيرسون وخاركيف.
وسيؤدي الاستيلاء على بخموت إلى قطع خطوط الإمداد الأوكرانية وفتح طريق للقوات الروسية للتقدم نحو كراماتورسك وسلوفيانسك، المعقلان الرئيسيان المتبقيان لأوكرانيا في منطقة دونيتسك.
بحسب تقرير نشره المعهد الأمريكي لدراسة الحرب قبل أشهر، يتبع الجيش الروسي الاستراتيجية نفسها التي اتبعها في سيفيرودونيتسك وأي مكان آخر وتتلخص في قصف مدفعي للمدينة وتدمير كل البنى التحتية، على أمل انسحاب المدنيين والجنود الأوكرانيين.
ولكن الجيش الروسي لم يتدخل في المعارك إلا مؤخراً، إذ كانت مجموعة فاغنر هي التي باشرت الاقتحامات.
ويرى المركز الأمريكي الذي يحلل التطورات اليومية على الجبهة أن الجهود الروسية حول بخموت "تدل على أنها موسكو فشلت بشكل أساسي في استخلاص الدروس" من معارك أخرى فقدت الكثير من القوات فيها. ويتساءل المركز عمّا إذا كانت السيطرة على بخموت تستحق 10 أشهر من الحرب الدموية وهذا الكم من الخسائر البشرية.
ويقول مراسلون حربيون، من الجانبين الروسي والأوكراني، إن الخصم يخسر الجنود بالعشرات إذا لم يكن بالمئات يومياً وإن المعركة حول المدينة تحولت إلى ما يشبه "فرامة اللحم".
وفي تقرير غربي صدر في كانون الأول-ديسمبر الماضي، قال قائد يدعى كوستيانتين لصحيفة فاينانشيال تايمز خلال زيارة للجبهة: "إنهم [الجنود الروس] مجرد لحوم لبوتين". وبخموت فرّامة لحم. لماذا؟ كل ذلك من أجل متر واحد من أرضنا؟".