يبدو أن هناك تصعيدا آخر في الأفق بعد أن استخدمت موسكو صاروخا أسرع من الصوت بمراحل ضد كييف. ويبدو أن ذلك يشدد على الموقف الروسي تجاه الغرب بما يشمل حلف شمال الأطلسي الناتو، الذي يدعم أوكرانيا من خلال تزويدها بأسلحة متطورة. ماذا تعرف عن الصاروخ الروسي الجديد؟ وماذا خلف استخدامه؟
ست كرات نارية ضخمة تخترق الظلام، وترتطم بالأرض بسرعة هائلة، هي صواريخ أسرع من الصوت استخدمتها روسيا خلال حربها مع أوكرانيا، عندما ضربت مدينة دنيبرو الأوكرانية.
تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن هذا الصاروخ على التلفزيون الوطني، وحذر الغرب من أن استخدامه القادم من الممكن أن يكون ضد حلفاء أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي، الذين سمحوا لها باستخدام صواريخهم الأطول مدى لضرب الداخل الروسي. وقد أطلق على الصاروخ اسم "أوريشنيك"، ما يعني "شجرة البندق" باللغة الروسية.
وقال: "نعتقد أن لدينا الحق في استخدام أسلحتنا ضد المنشآت العسكرية لتلك الدول، التي تسمح باستخدام أسلحتها ضد منشآتنا".
وقال جيمس جيه تاونسند من مركز الأمن الأمريكي الجديد : "هذه رسالة قوية للغاية يتم إرسالها". وأضاف "إنها تُظهر لترامب مدى جدية روسيا فيما يتعلق بما كانت تفعله إدارة بايدن ومدى جديتها ومدى غضبها بشأن هذا النوع من المساعدة".
قدرات صاروخية عالية
كان بوتين مبتسا عندما تحدث عن سرعة أوريشنيك التي تعادل عشرة أضعاف سرعة الصوت، أو ماخ 10، ووصفها بأنها"مثل النيزك". وقال مسؤولون عسكريون أوكرانيون إنه وصل إلى سرعة 11 ماخ.
وزعم بوتين أن الصاروخ محصن ضد أي نظام دفاع صاروخي. وقال الجنرال سيرغي كاراكاييف، رئيس القوات الصاروخية الاستراتيجية الروسية، إن أوريشنيك يمكنه حمل رؤوس حربية نووية أو تقليدية ولديه مدى يصل إلى أي هدف أوروبي.
وقال البنتاغون إن أوريشنيك هو نوع تجريبي من الصواريخ الباليستية متوسطة المدى، ومثل الهجوم الماضي المرة الأولى لاستخدام مثل هذا السلاح في الحرب. وقالت مديرية الاستخبارات الرئيسية في أوكرانيا إن الصاروخ كان يحمل ستة رؤوس حربية، كل منها يحمل ستة ذخائر فرعية.
زعم بوتن أن السلاح قوي للغاية لدرجة أن استخدام الكثير من هذه الصواريخ - حتى تلك المزودة برؤوس حربية تقليدية - يمكن أن يكون مدمرًا كالضربة النووية. وتفاخر بأنه قادر على تدمير المخابئ تحت الأرض، مهددًا باستخدامه ضد المنطقة الحكومية في كييف.
أظهر جهاز الأمن الأوكراني لوكالة أسوشيتد برس حطام الصاروخ - وكان ذلك عبارة عن أسلاك متفحمة ومشوهة وهيكل شاحب لطائرة - في مصنع تابع لشركة دنيبرو والذي بنى الصواريخ عندما كانت أوكرانيا جزءًا من الاتحاد السوفيتي.
لم تقع وفيات في الهجوم، ولم تصف السلطات الأضرار التي لحقت بالمصنع. وقالوا إن الصاروخ أطلق من ميدان اختبار للصواريخ في منطقة أستراخان الروسية عند بحر قزوين.
ويذكر أن روسيا استخدمت مجموعة متنوعة من الصواريخ لقصف أوكرانيا منذ بدء الحرب في شباط/ فبراير 2022، لكن لم يكن لأي منها مدى وقوة أوريشنيك.