هذا المقال نشر باللغة الإنجليزية
استولى يفغيني بريغوجين ومرتزقته أنذاك على مقر عسكري وبدأوا في السير نحو موسكو، لكنهم أوقفوا تمردهم بعد بضع ساعات. وبعد حوالي شهرين، لقي بريغوجين حتفه في حادث تحطم طائرة لا يزال يكتنفه الغموض حتى اليوم.
مر عام على قيام قائد المرتزقة الروسي يفغيني بريغوجين بتمرده المسلح القصير في روسيا، متحديًا بذلك حكم فلاديمير بوتين بشكل مباشر.
فقد استولى زعيم مجموعة فاغنر التي يرعاها الكرملين آنذاك على مقر عسكري في الجنوب وبدأ في الزحف نحو موسكو للإطاحة بمسؤولين وقادة في وزارة الدفاع.
وعلى مدى أشهر في عام 2023، كان بريغوجين قد اشتكى بمرارة من حرمان كبار الضباط العسكريين قواته من الذخيرة التي قال إنها كانت شحيحة في أوكرانيا.
وفي اقتتال سياسي علني، انتقد بريغوجين وزير الدفاع آنذاك سيرغي شويغو ورئيس هيئة الأركان العامة الجنرال فاليري غيراسيموف في عبارات نابية على وسائل التواصل الاجتماعي، محملاً إياهما مسؤولية الانتكاسات العسكرية ومتهماً إياهما بالفساد.
وبدا أن أمر وزارة الدفاع لمجموعة فاغنر بتوقيع عقود مع الجيش النظامي كان الدافع الأخير لتمرد بريغوجين في 23-24 من حزيران / يونيو 2023.
وسرعان ما استولى مرتزقته على مقر القيادة العسكرية الجنوبية لروسيا في روستوف على نهر دون، وقيل إنهم كانوا يأملون في القبض على شويغو وغيراسيموف. لكنهما لم يكونا هناك.
بعدها أمر بريغوجين قواته بالتقدم نحو موسكو، قائلاً إنه لم يكن انقلاباً عسكرياً بل "مسيرة عدالة" للإطاحة بخصومه. وأسقط المرتزقة المتمردون عدة طائرات عسكرية في طريقهم، مما أسفر عن مقتل أكثر من عشرة طيارين. ووضعت قوات الأمن في موسكو في حالة تأهب، وأقيمت نقاط تفتيش في الضواحي الجنوبية.
وفي ذروة الأزمة، ظهر بوتين على شاشات التلفزيون ووصف التمرد الذي قام به تلميذه السابق بـ"الخيانة" و"الخيانة". وتعهد بمعاقبة من يقفون وراءه.
لكن بريغوجين ألغى المسيرة فجأة بعد ساعات في صفقة عفو قيل إن رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو توسط فيها. وعُرض على قوات المرتزقة خيار الانتقال إلى بيلاروسيا، أو التقاعد من الخدمة أو توقيع عقود مع وزارة الدفاع الروسية.
وقال بريغوجين في وقت لاحق إنه أطلق التمرد بعد أن "فقد أعصابه" في الاقتتال الداخلي مع خصومه. وقال بعض المعلقين إنه كان يأمل على ما يبدو في إقناع بوتين بالانحياز إلى جانبه ضد كبار الضباط العسكريين.
بعد شهرين من التمرد، تحطمت طائرة رجال الأعمال التي كانت تقل بريغوجين وكبار مساعديه أثناء رحلتها من موسكو إلى سان بطرسبرغ، مما أسفر عن مقتل جميع ركابها السبعة وطاقمها المكون من ثلاثة أفراد.
لم يحدد المحققون الحكوميون بعد سبب تحطم الطائرة.
وقد خلص تقييم أولي للمخابرات الأمريكية إلى وجود انفجار متعمد على متن الطائرة. وأشار مسؤولون غربيون إلى قائمة طويلة من خصوم بوتين الذين تم اغتيالهم.
ونفى الكرملين تورطه في الحادث، ورفض المزاعم الغربية بأن بوتين كان وراءه ووصفها بأنها "كذبة مطلقة".
دُفن بريغوجين في مسقط رأسه في سانت بطرسبرغ في مراسم خاصة.