بعد تطور وسائل الاتصال، وتوجّه معظم الأفراد نحو استخدام الإنترنت، باتت أكشاك الهواتف الأرضية في ألمانيا مهجورة، رغم وجود حوالي 12 ألف منها.
وأمام هذا الواقع، بدأت الجهات المختصة بالتخطيط لإزالة هذه الأكشاك، مع العلم أن شبكة الهاتف المحمول لا تعمل بشكل ممتاز في كل أنحاء البلاد.
تفكيك هذه المقصورات، أثار مشاعر الحنين في ألمانيا، حيث قال كلاوس باخمان، الذي يجمع الهواتف الأرضية القديمة، وبات لديه 100 منها تقريبًا في مجموعته: "أتفهّم قرار إزالة هذه الأجهزة لأن صيانتها مكلفة، لكن هذا الأمر مؤسف كونها جزء من صورة شوارع البلاد".
إلا أن مشكلة أخرى برزت بعد اتخاذ القرار، وهي ضعف خطوط الهواتف المحمولة في بعض الأماكن، حيث توجد فجوات في تغطية الإرسال والإنترنت.
وقبل شهرين، أعلن المستشار الألماني أولاف شولتس، أنه سيستثمر بكثافة في البنية التحتية الألمانية حتى لا تُعرف ألمانيا بعد الآن باسم "أرض الحُفَر"، تعبيرًا عن الثغرات الموجودة في الشبكة التي تجعل الاتصال بالإنترنت صعباً في بعض الأماكن.
وفي هذا السياق، أوضح مدير معهد شبكة الهاتف المحمول المدعوم من الحكومة إرنست فرديناند ويلمسمان، أن شركات الاتصالات لا تتلقى أموالاً من الدولة مقابل تركيب وتشغيل أبراج خلوية في المناطق التي لا تضم عدداً كبيراً من السكان.
ورغم تلقي المعهد أكثر من مليار يورو من الحكومة منذ حوالي عامين، إلا أن ذلك لا يزيل العقبات الأخرى، إذ قال ويلمسمان: "لتحسين الاتصالات ووضع الأبراج، نحن بحاجة إلى أرض وتصاريح رسمية ووصلات ألياف بصرية، إضافة لتأمين الطاقة للأجهزة، وكل ذلك يتطلب الكثير من العمل للترتيب له".