غيّب الموت، اليوم الأحد، رئيس الحكومة الأسبق في لبنان سليم الحص عن عمر يناهز الـ 95 عاماً.
ونعى رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني نجيب ميقاتي الراحل، قائلاً إنه تُوفي في "أصعب وأدق مرحلة يحتاج فيها لبنان إلى ضميره وحسه الوطني والعروبي وإلى حكمته ورصانته وحسن إدارته الشأن العام".
وأضاف في بيان: "الكتابة عن الرئيس سليم الحص مهمة صعبة وسهلة في الوقت ذاته. صعبة لأن كل الكلمات لا تفيه حقه، وسهلة لأنه بحر من العطاء في حياته المهنية. كان اقتصاديا بارزا ومثال الخبرة والاخلاق والعلم، يضع المصلحة العليا ومصلحة المواطن فوق كل اعتبار وكان متجرداً وموضوعياً ودستورياً بامتياز".
وأشار ميقاتي إلى أن "الرئيس الحص الذي وصل إلى أعلى ما يمكن أن يصل إليه رجل عصامي بنى نفسه بنفسه ليصل إلى أعلى درجات العلم، وأرفع المناصب، ليكون رئيس حكومة ناجحاً في لبنان، ويستحق بعد سنوات من العطاء والتضحية لقب "ضمير لبنان" ويدخل الى الابد في وجدان اللبنانيين. رحمه الله واسكنه فسيح جنّاته".
من جهته، نعى الرئيس تمام سلام رئيس الحكومة الأسبق، وقال إنّ "قامة وطنية كبيرة من بيروت ومن لبنان رحلت اليوم ورحل معها الصدق والنبل والاستقامة وعفة النفس. الرئيس سليم الحص خدم وطنه بأمانة واخلاص وبسلاح الموقف الذي اعتبره واعتمده في مواجهة السلاح الغير شرعي وقوى الامر الواقع. بيروت هي مدينته وعرينه وحاضنة مسيرته الزاخرة بالعلم والاخلاق مترفعاً عن الصغائر ، همه الانسان وكرامته وحقوقه".
من جانبه، كتب النائب فيصل كرامة في رثاء الحص: "فقدنا وفقد لبنان واللبنانيون رجل دولة من طراز رفيع هو الرئيس الدكتور سليم الحصّ. وبفقدانه تنطوي صفحة من التاريخ السياسي الحديث لهذا الوطن، صفحة مليئة بالأحداث والمواقف والمواجهات الكبرى التي كان محورها هذا الرجل المشرق والنزيه".
وكتب النائب فؤاد مخزومي في تغريدة نشرها عبر منصة "إكس": "برحيل رئيس الحكومة السابق الدكتور سليم الحص، يخسر لبنان واللبنانيين والعالم العربي قامة وطنية فذة ورجل مواقف وطنية اتسم بالنزاهة والعدالة. رجلٌ بحجم وطن مشهود له بتاريخ مشرّف قدّر الوطن والإنسان على حد سواء. الرحمة لروحه والصبر والسلوان لعائلته وذويه ومحبيه".
بدوره، علق الشاعر اللبناني نزار فرنسيس على رحيل الحص عبر منصة "إكس" بالكلمات التالية: "يغيب.. لكنه لا ينتهي.. فالضمير لا يموت".
نبذة عن حياة سليم الحص
وُلد الحص في بيروت بالعام 1929 ميلادي، وهو سياسي لبناني بارز شغل مناصب وزارية عديدة منها وزارة الخارجية، الصناعة، التربية.
شغل منصب رئيس الحكومة لخمس مرات، وتم تعيينه وزيراً في حكومات أخرى. وكذلك تمّ انتخابه عضواً في مجلس النواب بدورتين متواصلتين.
قاد الحكومة اللبنانية لأول مرة بتاريخ 9 كانون الأول/ ديسمبر 1976 حتى 25 تشرين الأول/ أكتوبر 1980، ثمّ أعيد تعيينه رئيساً للوزراء بالوكالة سنة 1987 بعد إغتيال رئيس الحكومة آنذاك رشيد كرامي.
والمرة الأخيرة التي تسلّم فيها الحص رئاسة الحكومة كانت بعهد الرئيس إميل لحود عام 2000.