دواء شائع للسكري يُعيد الأمل لأصحاب التهاب مفاصل الركبة

منذ 13 ساعة 17

أظهرت دراسة حديثة أجراها فريق من الباحثين في جامعة موناش بأستراليا نتائج واعدة حول استخدام أحد الأدوية الشائعة في علاج مرض السكري من النوع الثاني، لتخفيف آلام التهاب مفاصل الركبة لدى الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة.

ونشرت دراسة علمية في مجلة JAMA الطبية الأمريكية، استهدفت تقييم تأثير دواء «الميتفورمين» المعروف بشيوعه، على الأعراض المرتبطة بالتهاب مفاصل الركبة التنكسي (الفصال العظمي) وصحة الغضروف المفصلي، ما يفتح آفاقاً جديدة لعلاج هذا المرض المزمن المنتشر، وشملت الدراسة التي استمرت لمدة ستة أشهر، مجموعة من المرضى الذين يعانون من التهاب مفاصل الركبة التنكسي ويمتلكون مؤشر كتلة جسم يشير إلى زيادة الوزن أو السمنة.

وأظهرت النتائج تسجيل المرضى الذين تناولوا الميتفورمين انخفاضاً ملحوظاً في آلام الركبة وتصلب المفصل مقارنة بمجموعة الدواء الوهمي، كما تحسنت وظيفة المفصل وصحة الغضروف المفصلي، مع انخفاض في علامات الالتهاب، مما جعل الباحثين يعزون هذه الفوائد إلى خصائص الميتفورمين المضادة للالتهاب، إلى جانب قدرته على تحسين حساسية الإنسولين وتقليل الشهية، ما قد يساهم في خفض الوزن وتقليل الضغط على مفاصل الركبة.

التهاب مفاصل الركبة التنكسي هو حالة مزمنة تؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم، وتتفاقم مع زيادة الوزن أو السمنة بسبب الضغط الإضافي على المفاصل، وتُظهر الأبحاث أن كل كيلوغرام زائد في الوزن يزيد الضغط على مفصل الركبة بما يعادل أربعة كيلوغرامات، ما يؤدي إلى تآكل الغضروف وتفاقم الألم والالتهاب، إضافة إلى ذلك، تُفرز الأنسجة الدهنية مواد كيميائية تُعزز الالتهاب في جميع أنحاء الجسم، بما في ذلك المفاصل.

ويستخدم علاج الميتفورمين، منذ عقود لعلاج مرض السكري، يعمل عن طريق تقليل إنتاج الجلوكوز في الكبد، زيادة حساسية الإنسولين، وتقليل الشهية من خلال زيادة إفراز بروتين GDF15، وأشارت دراسات سابقة إلى أن الميتفورمين قد يساعد في خفض الوزن بشكل متواضع (حوالى 6% من وزن الجسم في المتوسط)، خصوصاً عند استخدامه مع نظام غذائي وتمارين رياضية، كما أظهرت أبحاث أخرى قدرته على تقليل مخاطر استبدال مفصل الركبة أو الورك لدى مرضى الفصال العظمي. هذه الدراسة الجديدة من جامعة موناش تضيف بُعداً جديداً بإبراز الفوائد المباشرة للميتفورمين على صحة المفاصل.

وتُعتبر هذه الدراسة خطوة مهمة لأنها تُظهر إمكانية إعادة توظيف دواء رخيص ومتوفر مثل الميتفورمين لعلاج حالة تؤثر على جودة حياة ملايين الأشخاص، مع ارتفاع معدلات السمنة عالمياً، والتي تُعد عامل خطر رئيسياً لالتهاب المفاصل، قد يُصبح الميتفورمين خياراً علاجياً فعالاً ومنخفض التكلفة لتخفيف الأعراض وتحسين وظيفة المفاصل دون الحاجة إلى تدخلات جراحية مكلفة.