يعد المشروع القومي لتأهيل وتبطين الترع بمثابة نقلة حضارية تسعى إليها الحكومة المصرية في كافة قرى ونجوع مصر؛ لتطوير شبكة الترع والمصارف، ما يساعد على تقليل تلوث البيئة وصولًا إلى تحقيق مردود اقتصادي واجتماعي ملموس في تلك المناطق، ويستهدف المشروع الحفاظ على كميات المياه التي يتم هدرها بعد تسربها للتربة الطينية، لذا من المتوقع أن يسهم في توفير ما يقرب من 5 مليارات متر مكعب من المياه التي كانت تهدر بطول مجاري الشبكة المائية في كافة أنحاء الجمهورية.
20 محافظة ضمن المشروع
وكشفت دراسة للمركز المصري للفكر والدراسات أنه يتم تنفيذ المشروع على مرحلتين يتم تنفيذهما في 20 محافظة، وهي: (أسوان – قنا – الأقصر – سوهاج – أسيوط – المنيا – بني سويف – الجيزة- الفيوم – القليوبية – المنوفية- الشرقية – الغربية – الإسماعيلية – الدقهلية – بورسعيد – دمياط – البحيرة – الإسكندرية – كفر الشيخ)
ويبلغ إجمالي أطوال الترع التي يستهدفها المشروع (20) ألف كم على مستوى المحافظات على مرحلتين، بتكلفة إجمالية 80 مليار جنيه، ويتم العمل على مرحلتين، الأولى تشمل القرى التابعة لمبادرة “حياة كريمة” وتم الاتفاق على أن تكون مصادر التمويل مكونة من 60% من الاعتمادات المحلية، و25% من قروض خارجية، و15% في شكل منح من مؤسسات التمويل الدولية المهتمة بقضايا المياه والإدارة المستدامة لها، وتقليل المهدر في استهلاكها.
وتعد وزارة الإنتاج الحربي إحدى الجهات المشاركة في تنفيذ المشروع، إذ تشارك من خلال شركة الإنتاج الحربي للمشروعات والاستشارات الهندسية والتوريدات العامة في تأهيل (12) ترعة بمحافظة الغربية، ومنها (اخناواى، وصلة اخناواى، مصطفى فهمي، الكوم، الجانبية اليسرى) وذلك للعمل على تبطينها. كذلك في محافظة الأقصر. وتجري أعمال التبطين بالخرسانة المسلحة والعادية بأطوال (79) كم، كذلك تبطين عدد من الترع بمحافظة المنيا والبحيرة.
ويقوم المشروع على أربعة مستويات، اثنين يخصان المجاري المائية هما تأهيل الترع والمساقي التي تعد أصغر من الترع، واثنين آخرين للأراضي الزراعية وهما التوسع في الري الحديث، والتوسع في تطبيقات الري الذكي، وبالتالي المشروع يقوم على منظومة متكاملة بحيث تضمن تحقيق ترشيد واضح في استخدام المياه ضمن عمليات توزيع سليمة للمياه، وتوصيلها للمنتفعين بالكميات والجودة المطلوبة في الوقت الذي يحتاجون اليه.
ويهدف المشروع إلى تحقيق الاستغلال الأمثل للموارد المائية والحفاظ عليها وتحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي لكافة المزارعين، كما أن العمل على تأهيل الترع أحدثت تحسنا كبيرا في عملية إدارة وتوزيع المياه، ووصول المياه لنهايات الترع بسهولة، ويحصل المزارعين على حصتهم من المياه في الوقت المناسب.