دراسة: ثلثا السعرات الحرارية لدى الأطفال والمراهقين مصدرها الأطعمة فائقة المعالجة

منذ 1 سنة 136

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- توصّل تحليل لبيانات امتدّت لعقدين تقريبًا، إلى أنّ أكثر من ثلثي السعرات الحرارية التي يكتسبها الأطفال والمراهقون في الولايات المتحدة مصدرها الأطعمة فائقة المعالجة.

وجاء في بحث نُشر في المجلة الطبية JAMA الثلاثاء، أنّ الأطعمة فائقة المعالجة، مثل البيتزا المجمّدة، ووجبات الميكروويف، والوجبات الخفيفة المعلبة، والحلويات، شكّلت نسبة 67% من السعرات الحرارية المستهلكة خلال عام 2018، مقارنة بـ61% خلال عام 1999. وحلّلت الدراسة النظام الغذائي لـ33795 طفلاً ومراهقًا في جميع أنحاء البلاد.

وبينما أن المعالجة الصناعية يمكن أن تبقي الطعام طازجًا لفترة أطول، وتسمح بتحصين بعض الأطعمة بالفيتامينات، فإنها تعدّل الطعام لتغيير قوامه، وطعمه، ولونه، كي يكون أكثر قبولا، ورخصًا، وملاءمة، وذلك بواسطة أساليب لا تُستخدم في الطهي المنزلي. وتخضع هذه المنتجات لحملة تسويق كبيرة من قبل صناعة المواد الغذائية.

وقال فانغ فانغ تشانغ، كبير الباحثين، وعالم في علم الأوبئة والتغذية والسرطان بكلية فريدمان لعلوم وسياسات التغذية في جامعة تافتس ببوسطن إن "بعض أنواع خبز الحبوب الكاملة ومنتجات الألبان تتم معالجتها بشكل فائق، وهي أكثر صحة من غيرها من الأطعمة فائقة المعالجة".

وتابع: "لكن العديد من الأطعمة فائقة المعالجة صحية بشكل أقل، فهي تحتوي على مزيد من السكر والملح، والقليل من الألياف، مقارنة بالأطعمة غير المعالجة والمعالجة بالحد الأدنى، كما أنّ الزيادة في استهلاك الأطفال والمراهقين لها أمر مثير للقلق".

وتم جمع المعلومات المتّصلة بالأنظمة الغذائية للأطفال من قبل أشخاص مدربين طلبوا من الأطفال أو شخص بالغ ينوب عنهم تقريرًا تفصيليًا عما استهلكوه من طعام في الـ24 ساعة السابقة. وجُمعت المعلومات كجزء من المسح الوطني لفحص الصحة والتغذية.

ووجدت الدراسة أنه بين عامي 1999 و2018، انخفضت نسبة الأطعمة الصحية غير المعالجة أو الأطعمة المعالجة بشكل طفيف من 28.8% إلى 23.5% للسعرات الحرارية المستهلكة.

ولفتت الدراسة إلى أنّ النسبة المتبقية من السعرات الحرارية جاءت من الأطعمة المعالجة بشكل معتدل، مثل الجبن، والفاكهة، والخضار المعلبة، ومحسنات النكهة مثل السكر، والعسل، وشراب القيقب، والزبدة.

أما النسبة الأكبر من الزيادة في السعرات الحرارية فكان مصدرها الوجبات الجاهزة للأكل أو التسخين مثل البيتزا المجمدة والبرغر بمعدل 2.2٪ إلى 11.2٪ من السعرات الحرارية، بحسب الدراسة. وجاءت ثاني أكبر زيادة من الوجبات الخفيفة والحلويات المعبأة التي ارتفع استهلاكها من 10.6% إلى 12.9%.

وتُعتبر العلاقة بين صحة الطفل والأغذية فائقة المعالجة معقدة، لكن دراسة حديثة في المملكة المتحدة وجدت أن الأطفال الذين يتناولون المزيد من الأطعمة فائقة المعالجة أكثر عرضة لزيادة الوزن أو السمنة عندما يبلغون.

وأشار الخبراء إلى أنّ آثار الدراسة على الصحة المستقبلية كانت كبيرة، انطلاقًا من أن الطفولة تعتبر مرحلة حرجة للتطور البيولوجي وتشكيل العادات الغذائية.

وعلقت على الدراسة كل من كاتي ماير وليندسي سميث تيلي، الأستاذتان المساعدتان في قسم التغذية بكلية غيلينغز للصحة العامة العالمية في جامعة نورث كارولينا، وغير المشاركتين في البحث، وقالتا: "تم تصميم النظام الغذائي الحالي لتعزيز الاستهلاك المفرط للأغذية فائقة المعالجة من خلال مجموعة متنوعة من الاستراتيجيات، تشمل الأسعار، والعروض الترويجية، والتسويق العدواني، ضمنًا الشباب لاسيما من ذوي البشرة الداكنة واللاتينيين، وتوافر هذه المنتجات في المدارس بكثرة".

أخبار جيدة

كانت هناك أخبار جيدة تشير إلى أن الجهود المبذولة لمعالجة استهلاك المشروبات السكرية مثل الضرائب على الصودا كانت فعالة: وانخفض معدل السعرات الحرارية بالمشروبات المحلاة بالسكر من 10.8٪ إلى 5.3٪ من إجمالي السعرات الحرارية.

وأوضح تشانغ: "نحن بحاجة إلى حشد الطاقة ذاتها ومستوى الالتزام عندما يتعلق الأمر بالأطعمة غير الصحية الأخرى فائقة المعالجة مثل الكعك، والبسكويت، والدونات، والكعك".

شهد الشباب السود وغير اللاتينيين زيادة أكبر في نسبة الأطعمة فائقة المعالجة في نظامهم الغذائي مقارنة بنظرائهم من البشرة البيضاء اللون. وقالت الدراسة إنها لم تقم بتقييم الاتجاهات في المجموعات العرقية أو الإثنية الأخرى بسبب نقص البيانات التمثيلية على المستوى الوطني. لكنها لاحظت أن الشباب الأمريكيين المكسيكيين يستهلكون الأطعمة فائقة المعالجة بمعدل أقل باستمرار، وهو ما قال المؤلفون إنه يمكن أن يعكس المزيد من الطهي المنزلي بين العائلات ذات الأصول الإسبانية.

وأضافت الدراسة أن المستوى التعليمي للوالدين أو دخل الأسرة لم يكن له أي أثر على استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة، ما يشير إلى أنها شائعة في النظام الغذائي لدى غالبية الأطفال.

ولفت المؤلفون إلى أن دراستهم تشوبها بعض القيود مثل مطالبة الأشخاص بتذكر ما تناولوه. وهذا الأمر لا يعد مقياسًا دقيقًا للاستهلاك الغذائي دومًا. بالإضافة إلى ذلك، هناك ميل إلى التقليل من الإبلاغ عن العادات غير المرغوب فيها اجتماعيًا مثل استهلاك الأطعمة غير الصحية.

قد يكون من الصعب تصنيف الأطعمة فائقة المعالجة بدقة لأنها تتطلب قائمة كاملة من المكونات، وهي معلومات من غير المرجح أن يقدمها الأطفال الذين يجيبون على الاستبيان.

وخلصت كل من ماير وتيلي إلى أن "ثمة حاجة إلى أساليب أفضل لتقييم النظام الغذائي وتصنيف الأطعمة لفهم اتجاهات وآليات عمل تناول الأطعمة فائقة المعالجة".