دراسة: بين كل 50 حالة وفاة لأطفال.. طفل يموت بسبب الفيروس المخلوي التنفسي

منذ 2 سنوات 241

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تمكنت دراسة جديدة من تقدير معدل الوفيات بين الأطفال الناجم عن الفيروس المخلوي التنفسي المتفشي في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو وفاة بين كل 50 حالة وفاة بين الأطفال الأصحاء دون سن الخامسة في جميع أنحاء العالم.

وفي البلدان ذات الدخل المرتفع، طفل بين كل 56 طفلًا يولدون في أوانهم ويتمتعون بصحة جيدة يدخولون المستشفى جراء الفيروس المخلوي التنفسي في السنة الأولى من عمرهم، وفقًا لتقديرات الباحثين.

ومعلوم أنّ الفيروس خطير تحديدًا على الأطفال الذين ولدوا قبل أوانهم ويعانون من أمراض صحية، لكنه يسبّب "خطؤ جدَا على الرضّع في جميع أنحاء العالم"، حسبما كتب مؤلفو الدراسة المنشورة في مجلة "لانسيت" للطب التنفسي، الخميس .

وفحص بحث آخر عدد الأطفال الذين يعانون من حالات موجودة مسبقًا وأدخلوا المستشفى بسبب مرض الفيروس المخلوي التنفسي، لكن الدراسة الجديدة تعد إحدى أولى الدراسات التي نظرت في الأرقام لدى الأطفال الأصحاء.

وتستند التقديرات إلى دراسة نظرت بعدد حالات الفيروس المخلوي التنفسي لدى 9،154 رضيعًا ولدوا بين يوليو/ تموز 2017 وأبريل/ نيسان 2020 والذين تمت متابعتهم في السنة الأولى من حياتهم.

وتلقى الأطفال الرعاية في المراكز الصحية بجميع أنحاء أوروبا.

ووضع طفل من كل ألف طفل شملته الدراسة بوحدة العناية المركزة لإمداده بالمساعدة على التنفس بواسطة جهاز التنفس الصناعي.

وقال الدكتور لويس بونت، المؤلف المشارك في الدراسة، وأستاذ الأمراض المعدية للأطفال في مستشفى فيلهيلمينا للأطفال بالمركز الطبي الجامعي أوتريخت في هولندا: "تسجّل غالبية الوفيات جرّاء الفيروس المخلوي التنفسي في الدول النامية".

وتابع: "في الدول المتقدمة، تعد الوفيات نادرة، وإذا حدثت، فبين من يعانون فقط من أمراض مصاحبة شديدة"، لافتًا إلى أنه في معظم دول العالم، لا تتوفر وحدات العناية المركزة.

وعلى الصعيد العالمي، يعد الفيروس المخلوي التنفسي السبب الرئيسي الثاني للوفاة خلال السنة الأولى من حياة الطفل بعد الملاريا. وقال بونت إن الوفيات بسبب الفيروس تصل إلى ما بين 100 ألف و200 ألف طفل كل عام.

ويوجد عدد أقل من وفيات الفيروس المخلوي التنفسي في البلدان ذات الدخل المرتفع، لكن الفيروس لا يزال يسبب مرض شديدًا، قد يؤدي إلى الاستشفاء، وقد يكون له آثار خطيرة، وفقًا للدكتورة كريستينا ديتر، رئيسة قسم طب الأطفال في جامعة نيفادا.

ويدرك مقدمو الرعاية الصحية أن الفترة الممتدة بين نوفمبر/تشرين الثاني ومارس/آذار تعد "الموسم الفيروسي" التقليدي، ويجب أن يخططوا وفقًا للفيروس المخلوي التنفسي ومشاكل الجهاز التنفسي الأخرى.

ورغم عدم وجود علاج محدد للفيروس المخلوي التنفسي عند الأطفال الأصحاء، فإن التطورات الأخيرة حول اللقاحات والعلاجات تعني أن المساعدة قد تكون في الطريق إلى المستشفيات المزدحمة.

والعلاج الوحيد المتوافر من خلال حقن الأجسام المضادة أحادية النسيلة للمرضى الذين يعانون من أمراض موجودة مسبقًا أو الذين ولدوا قبل الأوان.

وأشارت ديتر إلى أن العلاج كان متاحًا منذ عام 1998 وقد أحدث فرقًا كبيرًا.

وتابعت: "من النادر للغاية في هذه المرحلة أن نضع طفلًا على جهاز التنفس الصناعي بسبب الفيروس المخلوي التنفسي. هذه الفئة العمرية الصغيرة جدًا والضعيفة محمية جيدًا بواسطة هذه الحقن؛ ومع ذلك، لا يزال لدينا آلاف الأطفال الذين لم يتلقوا تلك الحقن والذين ما زالوا بحاجة إلى رعاية داعمة".

من جهتها، قالت الدكتورة بريا سوني، أستاذة مساعدة في الأمراض المعدية للأطفال بمركز "سيدارز سيناي" الطبي،غير المشاركة في البحث، إن هناك خطوات يمكن لوالدي الأطفال القيام بها للوقاية من الفيروس المخلوي التنفسي.

وتتمثل الخطوات عبر سلوكيات بسيطة يعرفها الجميع من أيام جائحة فيروس كورونا وهي:

  • غسل اليدين جيدًا،
  • البقاء في المنزل إذا كنت مريضًا،
  • والحفاظ على نظافة الأسطح.

وأشارت سوني إلى أن نتائج الدراسة حول عدد الأطفال الذين أصيبوا بالفيروس المخلوي التنفسي خلال الأشهر الأولى من الحياة، تظهر مدى أهمية وجود استراتيجية تحصين للنساء الحوامل.

وأضافت: "كل ما يمكننا القيام به لسد هذه الفجوة بين الأطفال الصغار، في الأشهر الستة الأولى من العمر، والذين قد يكونون بالفعل عرضة للإصابة بالفيروس المخلوي التنفسي، سيساعد".