أكدت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة أن نجاح حملة التطعيم ضد شلل الأطفال يتوقف على تحقيق تغطية تصل إلى 90% من الأطفال المستهدفين. ويتطلب تحقيق هذا الهدف الحاسم فرض وقف إطلاق نار مؤقت لتمكين الطواقم الطبية من الوصول إلى جميع المناطق وتقديم اللقاحات بشكل فعال.
تبدأ يوم الأحد في قطاع غزة حملة تطعيم واسعة ضدشلل الأطفال تستهدف 640,000 طفل فلسطيني. تأتي هذه الحملة في ظل الأضرار الجسيمة التي لحقت بنظام الرعاية الصحية في القطاع بسبب الحرب المستمرة.
وقد تم تسجيل أول حالة شلل أطفال في غزة منذ 25 عاماً، لطفل يبلغ من العمر 10 أشهر ويعاني من شلل في ساقه. وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن وجود حالة شلل واحدة قد يشير إلى احتمال إصابة مئات آخرين بالفيروس دون ظهور أعراض عليهم.
في تغريدة، أكد تيدروس أدهانوم غبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، أن "حماية فرق التطعيم وضمان سلامتها أمر ضروري. نرحب بالهدنات الإنسانية، لكن الحل الوحيد لحماية صحة الأطفال هو وقف إطلاق النار".
سيستمر البرنامج لثلاثة أيام خلال "هدنة إنسانية" من الساعة 6 صباحاً حتى 3 بعد الظهر. قد يُضاف يوم إضافي إذا دعت الحاجة، حسبما أوضح الدكتور ريك بيبركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية. بعد ذلك، ستنتقل الحملة إلى جنوب وشمال غزة خلال توقفات إنسانية مماثلة، بتنسيق مع السلطات الإسرائيلية.
تستهدف الحملة تطعيم جميع الأطفال تحت سن العشر سنوات. سيحصل كل طفل على جرعتين من اللقاح الفموي ضد شلل الأطفال، مع إعطاء الجرعة الثانية بعد أربعة أسابيع من الأولى. ستغطي مواقع التطعيم جميع أنحاء غزة، من رفح في الجنوب إلى شمال القطاع، وستشمل أكثر من 400 موقع ثابت مثل المراكز الصحية والمستشفيات، بالإضافة إلى حوالي 230 موقعاً ميدانياً في نقاط تجمع مجتمعية.
وصلت حوالي 1.3 مليون جرعة من اللقاح عبر معبر كرم أبو سالم، وهي مخزنة حالياً في مستودع بدير البلح، حيث يتم الحفاظ على درجة الحرارة المناسبة لضمان فعالية اللقاحات. ستصل قريباً شحنة إضافية من 400,000 جرعة، وستنقل اللقاحات إلى مواقع التوزيع بواسطة فريق يضم أكثر من 2,000 متطوع طبي.
تواجه الحملة تحديات كبيرة بسبب الأضرار الجسيمة في البنية التحتية في غزة، حيثُ تقدّر الأمم المتحدة أن حوالي 65% من شبكة الطرق دمرت، وتسع من أصل 36 مستشفى في القطاع غير قابلة للخدمة. كما أن حركة التنقل بين شمال وجنوب القطاع صعبة بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية، مما يعقد جهود الإغاثة.
عادةً ما يحتاج الأطفال إلى ثلاث إلى أربع جرعات من اللقاح الفموي ضد شلل الأطفال لضمان الحماية الكاملة. إذا لم يتلقوا جميع الجرعات، فإنهم يصبحون عرضة للإصابة بالفيروس. قد يحتاج الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية أو حالات صحية أخرى إلى أكثر من 10 جرعات من لقاح شلل الأطفال لضمان حماية كاملة. على الرغم من أن الآثار الجانبية نادرة جداً، يمكن أن يتسبب الفيروس الحي في اللقاح في شلل نادر، حيث تحدث حالة واحدة من كل 2.7 مليون جرعة.
من الجدير بالذكر أن الفيروس المسبب للفاشية الأخيرة هو فيروس متحول من لقاح شلل الأطفال الفموي، الذي يحتوي على فيروس حي مُضعف. في حالات نادرة، يمكن أن يتطور إلى شكل جديد يمكنه بدء أوبئة جديدة، مما يجعل الحملة الحالية ضرورية لحماية الأطفال في غزة.