قال أحمد فوقي، رئيس مؤسسة مصر السلام للتنمية وحقوق الإنسان، إن الأعمال الدرامية تلعب دورًا هامًا في تعزيز وتعميق فهم الناس لقضايا حقوق الإنسان، وتشجيعهم على التصرف من أجل تحقيق العدالة والمساواة.
وأضاف "فوقى" فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أنه من خلال رفع الوعي، يمكن للدراما أن تعرض قصصًا وشخصيات تثير الوعي حول مشاكل حقوق الإنسان المختلفة، مثل العنف، التمييز، الكراهية، التطرف، أو دعم حقوق جماعات بعينها مثل المرأة وذوي الهمم، وتسليط الضوء على مختلف القضايا الحقوقية التي تمس المواطنين.
وأوضح أن الجانب الأهم في قدرة الدراما أن تساهم في خلق تواصل عاطفي بين المشاهدين والشخصيات التي يرونها على الشاشة، مما يعزز التفاعل والتعاطف مع قضايا حقوق الإنسان في حالة معالجتها بشكلٍ سليم، متابعا "وقد نجحت الدراما المصرية خلال السنوات الماضية في إعطاء أهمية متزايدة لقضايا حقوقية لها تأثير مباشر على الرأي العام، فعلى سبيل المثال مسلسل "القاهرة كابول" الذي عُرض في شهر رمضان للعام 2021، هو أحد الأعمال المميزة التي تناولت قضية التنشئة الاجتماعية والتربية على الأفكار المتطرفة، فشخصية الإرهابي "رمزي" التي جسدها الفنان المميز طارق لطفي، عكست خطورة تلقين الأفكار المتطرفة منذ الصغر، من خلال زرع أفكار تحض على الكراهية والتعصب، ونتج عن ذلك بناء شخصية "رمزي الإرهابي" حينما كبر.
ولفت فوقي إلى أن أحد أهم الأعمال الدرامية خلال عام 2023 هو مسلسل "تحت الوصايا"، إنتاج الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية وبطولة الفنانة منى زكي، والذي تناول قضية المساواة بين الجنسين في مصر بمعالجة درامية ممتازة، حيث جسدت الفنانة منى زكي شخصية امرأة مصرية تعاني بعد وفاة زوجها سعيًا للحفاظ على حقوق أطفالها القصر، وقد نجح المسلسل في إثارة الرأي العام، مما دفع أعضاء في مجلس النواب إلى الدعوة لمراجعة قانون "الوصاية"، لما له من أثر سلبي على الأسرة.
ولفت أحمد فوقى الى أن الدراما باتت سلاحًا قويًا في معالجة القضايا الحقوقية المختلفة، لما تتمتع به من قوة تأثير ناعمة على المجتمع ككل، الأمر الذي دفع المنظمات الحقوقية إلى استخدام الفن في تعزيز حقوق الإنسان، مضيفا :"فالدراما تستخدم القوة السردية والتمثيلية لإلقاء الضوء على المشاكل الاجتماعية والقانونية والأخلاقية التي يواجهها الأفراد والمجتمعات، وتقدم فرصة لاستكشاف القوانين واللوائح والنظم القانونية المختلفة وكيفية تأثيرها على حياة الأفراد والمجتمعات".