حصريا لـCNN .. تفاصيل عملية قرصنة إيرانية "أثارت قلق" السلطات الأمريكية قبل انتخابات الرئاسة

منذ 2 أشهر 45

(CNN)-- قبل عامين من اختراق قراصنة إيرانيين لحملة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب هذا الصيف، استخدم القراصنة حيلة مماثلة لاستهداف مسؤول سابق في الإدارة الأمريكية وصديق سابق لجون بولتون، مستشار ترامب للأمن القومي والمنتقد البارز لإيران.

وبعد اختراق حساب البريد الإلكتروني لهذا الشخص، أرسل القراصنة ما بدا وكأنه طلب غير مؤذ لمجموعة من المنتقدين لإيران في الولايات المتحدة، طالبين منهم مراجعة كتاب وهمي عن البرامج النووية لإيران وكوريا الشمالية.

ووفقا لما جاء في رسالة البريد الإلكتروني، بتاريخ يونيو/ حزيران 2022، والتي حصلت شبكة CNN على نسخة منها: "أنا على وشك الانتهاء من مسودة الكتاب وبدأت في مطالبة خبراء مثلكم بمراجعتها".

وشجعت الرسالة نصف المتلقين على النقر فوق رابط وعد بنقلهم إلى المسودة الوهمية، وبدلا من ذلك، احتوىت على برنامج خبيث كان من شأنه أن يمنح القراصنة وصولاً غير مقيد إلى أجهزة كمبيوتر لهؤلاء الأشخاص.

بعد فترة وجيزة من إرسال البريد الإلكتروني، أخطر الشخص مكتب التحقيقات الفيدرالي وحذر زملاءه في بريد إلكتروني لاحق من "اختراق متطور للغاية".

وبحسب ما استعرضته CNN فإن مجموعة القرصنة، التي يعتقد الخبراء أنها تعمل نيابة عن الحرس الثوري الإيراني على استهداف لأعضاء سابقين في كل من إدارتي ترامب وبايدن.

وجنبًا إلى جنب مع حادثة يونيو 2022، علمت CNN أيضا أنه في وقت سابق من هذا العام، استهدفت نفس المجموعة دبلوماسيا كبيرا سابقًا في إدارة بايدن بالشرق الأوسط بطريقة متطابقة تقريبا.

وفي إبريل، تلقى الدبلوماسي السابق بريدا إلكترونيا يبدو غير ضار من شخص قدم نفسه على أنه باحث في مؤسسة فكرية بارزة في واشنطن.

ووفقا لنسخة حصلت عليها CNN من الرسالة، ذكر هذا الشخص أن المؤسسة البحثية كانت تبحث في "تطورات الوضع الإسرائيلي الفلسطيني وستكون مسرورة إذا تمكنت من توفير ساعة من وقتك لمناقشة الأمر".

ومن غير الواضح ما إذا كانت جهود القرصنة قد نجحت، وفي اتصال مع CNN، رفض الدبلوماسي السابق التعليق، لكن الوصول إلى حساب بريده الإلكتروني من المرجح أن يوفر فرصة ثمينة يمكن للمتسللين من خلالها استهداف دوائر السياسة الخارجية.

زرع الفتنة

لقد جذبت الجهود الإيرانية الهادئة ولكن المتواصلة لاختراق المسؤولين الأمريكيين الحاليين والسابقين عبر إدارات متعددة اهتماما جديدا من وكالات الاستخبارات الأمريكية في الأسابيع الأخيرة، حيث ظهرت إيران كواحدة من أكثر القوى الأجنبية عدوانية التي تحاول زرع الفتنة قبل الانتخابات الرئاسية لعام 2024.

وفي يونيو، استهدفت نفس المجموعة من القراصنة حملة ترامب بنجاح، وسرقت وثائق الحملة الداخلية وشاركتها مع المؤسسات الإخبارية.

 وذكرت شبكة CNN أن القراصنة اخترقوا حساب البريد الإلكتروني لحليف ترامب القديم روجر ستون لاستهداف موظفي الحملة.

وجعل تبني إيران لدليل الاختراق والتسريب الذي استخدمته روسيا لاستهداف انتخابات عام 2016 ​​المسؤولين الأمريكيين في حالة تأهب قصوى لما قد تفعله طهران بعد ذلك.

وقال مسؤول أمريكي كبير لشبكة CNN إن "إجراء عملية اختراق وتسريب يظهر بوضوح ليس فقط الوسائل السيبرانية، بل وأيضا نية تأجيج الانقسامات المجتمعية واستخدامها ضدنا، وإيران على استعداد متزايد للقيام بذلك، ويجب أن نظل صامدين في مواجهة هذه الجهود".

وفي المقابل، نفت إيران باستمرار مزاعم الولايات المتحدة بشأن الهجمات السيبرانية، بما في ذلك اتهام وكالات الاستخبارات الأمريكية لها بإجراء عملية اختراق وتسريب تستهدف الانتخابات.

ويشعر المسؤولون في الاستخبارات الأمريكية بالتوتر لأن من الصعب معرفة متى ستستخدم إيران قدراتها التي ربما حصلت عليها في اختراق حسابات البريد الإلكتروني لمسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين، سواء لجمع المزيد من المعلومات الاستخباراتية، أو تسريب الوثائق أو محاولة بث الفتنة.

ويشكل سلوك إيران غير المتوقع في الفضاء الإلكتروني ورقة رابحة للمسؤولين الأمريكيين، الذين ألقوا باللوم على طهران في هجوم إلكتروني على مستشفى بوسطن للأطفال في عام 2021 وإنشاء موقع على شبكة الإنترنت في عام 2020 هدد مسؤولي الانتخابات الأمريكية باستهدافهم.

ووفقا للخبراء، لايعد برنامج القرصنة الإيراني متقدما مثل برنامج الصين أو روسيا أوالولايات المتحدة، لكن طهران بنت كادرا قادرا من العملاء السيبرانيين الذين هاجموا بانتظام البنية التحتية الحيوية في الولايات المتحدة والشرق الأوسط على مدى العقد ونصف العقد الماضيين.

وسلط مسؤول كبير في مكافحة التجسس في مكتب التحقيقات الفيدرالي الضوء على أسلوب عمل إيران العام الماضي في مقابلة نادرة مع CNN: "لأن إيران لديها حضور أصغر بكثير من المنافسين والخصوم الآخرين للولايات المتحدة في الولايات المتحدة بسبب العقوبات فيتعين عليهم أن يكونوا أكثر إبداعا في كيفية جمع المعلومات التي يبحثون عنها لذا فإن الإنترنت هو أداة رئيسية لهم".

القراصنة والقتلة

وهناك عنصر أكثر قتامة في بعض الأنشطة الإلكترونية الإيرانية يتجاوز بكثير التجسس التقليدي، حيث يبدو أن القراصنة لديهم تفويض واسع لجمع البيانات التي قد يجدها النظام الإيراني مفيدة لمؤامرات الاختطاف والاغتيال.

ففي نوفمبر/تشرين الثاني 2022، ألقى رئيس وكالة الاستخبارات البريطانية خطابا عاما نادرا كشف فيه عن وجود ما لا يقل عن 10 "تهديدات محتملة" من جانب إيران لاختطاف أو قتل أشخاص في المملكة المتحدة في ذلك العام وحده.

 وقال مسؤول بريطاني لشبكة CNN إن إحدى هذه المؤامرات على الأقل كانت بمساعدة جهود القرصنة الإيرانية.

وذكرت الصحفية الإيرانية المقيمة في الولايات المتحدة مسيح علي نجاد لشبكة CNN العام الماضي، ، أنها كانت هدفا لمؤامرات اغتيال أو اختطاف متعددة، وكذلك تتلقى بشكل شبه يومي رسائل نصية ورسائل البريد الإلكتروني من قراصنة يحاولون اختراق هاتفها.

وقالت نجاد: "إنهم لا يتركونني وحدي على الإطلاق لأنني أمتلك أكبر منصة للتواصل الاجتماعي بين جميع زعماء ونشطاء المعارضة".

وقال مغتربون إيرانيون آخرون إنهم كانوا مستهدفين من قبل قراصنة يشتبه في ارتباطهم بـ"الحرس الثوري" لكنهم رفضوا الإدلاء بشهاداتهم خوفًا على سلامتهم أو خصوصيتهم.

ووفقا لدراسة أجراها معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، ارتفع عدد "العمليات الخارجية" الإيرانية في بلدان مختلفة (والتي تُعرف بأنها مؤامرات لاختطاف أو قتل أو مراقبة أو ترهيب الأهداف) منذ مقتل القائد السابق لـ"الحرس الثوري" قاسم سليماني في 2020 بضربة أمريكية.

وأحصى مركز الأبحاث 115 عملية من هذا القبيل منذ وفاة سليماني، أي أكثر من نصف العدد الإجمالي للعمليات منذ تأسيس "الجمهورية الإسلامية" الإيرانية عام 1979.

وقال ماثيو ليفيت، رئيس برنامج مكافحة الإرهاب والاستخبارات في المعهد، لشبكة CNN: "في السنوات الأخيرة، توسع النشاط السيبراني الإيراني من التجسس وحده إلى جمع معلومات استخباراتية حول  الأشخاص الذين تسعى إيران إلى استهدافهم، ويتضمن هذا عادة إنشاء شخصيات وهمية واختراق أجهزة الكمبيوتر".

وكانت وكالات الاستخبارات والأمن الأمريكية، بما في ذلك مكتب التحقيقات الفيدرالي أعلنت في بيان صدر في 19 أغسطس/آب أن "إيران ترى أن انتخابات هذا العام ستكون ذات أهمية خاصة من حيث التأثير الذي يمكن أن تحدثه على مصالح أمنها القومي، مما يزيد من ميل طهران لمحاولة تشكيل النتيجة".