حزب الله وتكتيكات جديدة في حربه مع إسرائيل: عمليات نوعية ونمط قتالي جديد وزيادة هجمات بشكل لافت

منذ 5 أشهر 72

أعلنت صحيفة "يديعوت أحرونوت" نقلا عن تقديرات للجيش وأجهزة الأمن، أن حزب الله استخدم 5% فقط من أسلحته خلال الأشهر الماضية.

أعلن حزب الله صباح الأحد تنفيذ هجوم جوي بسرب من المسيرات الانقضاضية على مقر كتيبة الجمع الحربي في ثكنة يردن بالجولان المحتل. وتمكن سلاح الجو بحسب الإذاعة الإسرائيلية الرسمية، من إسقاط 4 مسيرات اقتحمت الأجواء، أسقطت إحداها بالمطلة والأخريات بالجولان. 

تغيير في نمط قتال حزب الله في الشمال

وبحسب صحيفة "معاريف" العبرية، ونقلا عن مسؤولين إسرائيليين، اعترف الجيش بوجود تغيير في نمط قتال حزب الله في الشمال.

وأشارت إلى أنه في بداية الحرب، استخدم حزب الله أسلحة دقيقة من مسافة قريبة، ومن بينها الصواريخ المضادة للدبابات، وأنواع مختلفة من ترسانة أسلحته الضخمة. 

 وبحسب المسؤولين الإسرائيليين، إن هذه الصواريخ يتم إطلاقها من مسافة تتراوح بين خمسة وثمانية كيلومترات من الهدف، لكي تحدث التأثير المطلوب، 

لكن خشية من تكبد خسائر فادحة في صفوف مقاتليه، قرر تغيير النشاط الهجومي للفرق المضادة للدبابات.

ونظرا لأن معظم مقاتليه، ينتمون إلى قوة الرضوان، وهي قوات نخبة النخبة، وخوفاً من تزايد أعداد القتلى بين صفوف هذه القوة، قرر الحزب اللبناني إبعاد معظم مقاتليه إلى مسافة تتراوح بين 20 إلى 30 كيلومتراً شمالاً من الحدود الإسرائيلية، وفق "معاريف". 

ولفتت إلى أن حزب الله يلجأ اليوم، وبعد إبعاد قواته عن الحدود إلى إطلاق صواريخ بركان، وهي أيضًا أسلحة غير دقيقة، لكن الضرر البيئي الذي تسببه يعوض عن عدم الدقة.

إلى جانب إطلاقه المسيرات والأسلحة الرخيصة التكلفة والمتوفرة بسهولة، خاصة تلك المنتجة في إيران.

ويقول مصدر عسكري لـ "معاريف"، إنه "يمكن لمشغلها الجلوس في مبنى في بيروت وتوجيه المسيرة في سماء الجليل".

هذا وأفادت الصحيفة، أن الجيش الإسرائيلي يسعى لإيجاد حلول لتهديد المسيرات منها التشويش على الأقمار الصناعية.

"حزب الله لا ينوي التراجع"

وفي سياق متصل، أعلنت صحيفة "يديعوت أحرونوت" نقلا عن تقديرات للجيش وأجهزة الأمن، أن حزب الله استخدم 5% فقط من أسلحته خلال الأشهر الماضية.

وقال المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرنوت"، يوآف زيتون، إنه "اذا توسعت الجبهة الشمالية مع لبنان، ستُطلق من هناك نيرانًا لم تعرف إسرائيل مثلها، بوابل دقيق من الصواريخ على مواقع استراتيجية مثل معسكرات سلاح الجو والجيش الإسرائيلي في شمال ووسط البلاد، بالإضافة إلى إطلاق صواريخ ثقيلة على المستوطنات والنقاط العسكرية في جميع أنحاء الشمال، حيث سيكون معظم الإسرائيليين تحت إنذارات يومية، إلى جانب دمار على نطاق أوسع مما شهدته إسرائيل" في تشرين الأول الماضي".

وأشار  زيتون في مقال له نشر يوم الأحد، إلى أن حزب الله لا ينوي التراجع، قائلا "حزب الله كما نعلم، لا ينوي التراجع فطالما أن الجيش الإسرائيلي يعمل على الأرض في غزة، فإنه سيطلق النار باتجاه الجليل، وبطريقة ستكون كافية لترك منطقة إسرائيلية بأكملها مهجورة من سكانها". 

وكان الحزب اللبناني قد قرر الانخراط في هذه الحرب، إسنادا لغزة، وفق تعبير قادته منذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول، أي بعد يوم واحد من تنفيذ حركة حماس هجومها المباغت على جنوب إسرائيل. 

وفي تأكيد على تصعيد حزب الله وتيرة ضرباته عبر الحدود خلال الأسابيع الأخيرة، نشر مركز "علما" الإسرائيلي، تقريرا يوم الأحد، جاء فيه، أنه خلال شهر أيار/مايو 2024 الفائت، شهدت منطقة شمال إسرائيل، أعلى كثافة لهجمات حزب الله منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023.

وأفاد مركز الأبحاث المتخصص في رصد جبهة إسرائيل الشمالية، أن حزب الله نفذ 325 هجوما على مواقع في شمال إسرائيل، وبلغ المتوسط اليومي للهجمات 10 مقارنة بشهر نيسان/أبريل عندما نفذ الحزب 238 هجوماً بمعدل 7.8 هجمات في اليوم.

هذا وأردف التقرير، أنه خلال شهر أيار/مايو طرأ ارتفاع ملحوظ في إطلاق القذائف المضادة للمدرعات التي أطلقها الحزب اللبناني، ووصل عددها إلى 95 عملية إطلاق قذائف كهذه، بينما كان عددها 50 في نيسان/أبريل.

 أمّا فيما يخص الطائرات المسيرة التي أطلقها، فبلغت عمليات التسلل للمسيرات من 42 طائرة في نيسان/أبريل، إلى 85 طائرة مسيرة في أيار/مايو.

وبعد سلسلة من العمليات التي نفذها حزب الله يوم السبت، أعلنت القناة "12 العبرية:، أنّ الحزب اللبناني قرر زيادة نيرانه، وصعد درجة إضافية في هجماته ضد مواقع الجيش في الشمال. 

جاء ذلك بعد إسقاط طائرة مسيرة إسرائيلية من نوع "هيرمز 900" بصاروخ أرض-جو فوق بلدة دير كيفا في الجنوب اللبناني.

ونشر الحزب اللبناني مشهدا مصورا للعملية وذلك في العملية رقم 2000 التي ينفذها منذ الثامن أكتوبر/تشرين الأول، ضد الجيش الإسرائيلي.

واستهدف في وقت سابق من يوم السبت دبابة "ميركافا 4" في محيط موقع زبدين التابع للجيش الإسرائيلي في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة. 

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، عن اندلاع حريق كبير في مقر اللواء الشرقي 769 التابع للجيش الإسرائيلي في كريات شمونة، إثر استهدافه بصاروخ ثقيل أطلقه حزب الله من جنوب لبنان.

ولفت وسائل إعلام عبرية، إلى أن حزب الله يستغل هذه الفترة لمعرفة قدرات الجيش الإسرائيلي في الدفاع والهجوم.