حروب وانقلابات وتوتر عالمي.. من يستحق نوبل للسلام هذا العام؟

منذ 1 سنة 121

مع اقتراب إعلان الفائز أو الفائزين بنوبل للسلام اليوم في أوسلو، يبدو التكهن بالجهة أو الشخصية التي ستنال الجائزة على قدر كبير من الصعوبة هذه المرة، والاحتمالات مشرعة على شتى القضايا، فهل تكرم حقوق النساء أو مكافحة التغير المناخي؟ أو القضاء الدولي الذي يحقق في جرائم حرب في العالم؟

يكشف معهد نوبل اسم الجهة أو الشخصية الفائزة بالجائزة في الساعة 11,00 (9,00 ت غ)، مع احتمال منحها بصورة مشتركة لثلاثة فائزين كحد أقصى.

وتكثر التكهنات التي ازدادت صعوبة وتشعباً هذه السنة في ظل أزمات العالم ما بين الحرب في أوكرانيا والتوتر بين الولايات المتحدة والصين والانقلابات في إفريقيا.

وما يزيدها صعوبة أن الترشيحات التي لا يعرف عنها سوى عددها، وبلغ هذه السنة 350 ترشيحاً ما بين 259 فرداً و92 منظمة، تبقى طي الكتمان لمدة خمسين عاماً.

تكريم الإيرانيات؟

وبعد انتفاضة "امرأة حياة حرية" في إيران إثر وفاة الشابة مهسا أميني في 16 أيلول/سبتمبر 2022 بعد أيام على توقيفها من قبل الشرطة لانتهاكها قواعد اللباس الصارمة، يدعو البعض إلى تكريم الإيرانيات لكفاحهن من أجل قضية المرأة.

وكتب الصحافي في صحيفة "في جي" الشعبية النروجية بير أولاف أوديغارد هذا الأسبوع "اعطوا جائزة نوبل السلام للنساء الإيرانيات".

وشدّد على أن "قسماً كبيراً من سكان العالم محروم من الحقوق التي تشكل أساساً للسلام والحرية. الإيرانيات يظهرن استعادهن للكفاح من أجل حقوقهن، حتى لو كان الثمن باهظاً".

ويرجح الخبراء منح الجائزة للناشطة الحقوقية الإيرانية نرجس محمدي المسجونة حالياً، وربما أيضاً بصورة مشتركة مع الأفغانية محبوبة سراج التي تكافح من أجل القضية ذاتها في بلادها بعدما استعادت حركة طالبان السلطة وحدت بشكل صارم من حقوق النساء.

كما يتم تداول اسم الإيرانية الأمريكية مسيح علي نجاد التي أطلقت حركة "ماي ستيلث فريدوم" (حريتي الخفية) المعارضة للحجاب.

هل ينتزعها زيلينسكي؟

ومع الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022، توّجت الجائزة العام الماضي ثلاثة "أبطال" في الكفاح من أجل الحقوق والحريات: المنظمة الروسية غير الحكومية "ميموريال" التي حلّتها موسكو رسمياً، والمركز الأوكراني للحريات المدنية، والناشط البيلاروسي المسجون أليس بيلياتسكي، في خيار يحمل رمزية كبيرة.

ويتصدر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي التكهنات على مواقع المراهنات الإلكترونية، غير أن الخبراء يستبعدون منح الجائزة لرئيس دولة في حالة حرب.

وهناك احتمال كبير برأي الخبراء بأن تختار لجنة نوبل هذه السنة تسليط الضوء على منطقة جغرافية أخرى.

أزمة المناخ تلقي بظلالها على الجائزة

وقبل أسابيع من مؤتمر المناخ "كوب28" وفي وقت تشتد أزمة المناخ في العالم، قد تُمنح الجائزة بحسب البعض إلى حركة مثل "فرايديز فور فيوتشر" Fridays for future التي أنشأتها الناشطة السويدية غريتا تونبرغ، بالتشارك مع الزعيم القبلي البرازيلي راوني ميتوكتيري المدافع عن حقوق الشعوب الأصلية بمواجهة إزالة الغابات.

كما ترد في أوسلو أسماء الفيليبينية فيكتوريا تولي كوربوز والإكوادوري خوان كارلوس جينتياك والأوغندية فانيسا ناكاتي.

من جهة أخرى، وفي سنة يتم الاحتفال فيها بالذكرى الـ75 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، قد تفوز هيئة مثل المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في ستراسبورغ بالجائزة.

وبين الأسماء المتداولة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومحاكم دولية مثل المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية، وهو خيار قد يطرح مسألة جرائم الحرب في أوكرانيا.

غير أن لجنة نوبل قد تخالف كل التوقعات كما تفعل في أغلب الأحيان وتصنع المفاجأة.

آخر 10 ظفروا بجائزة نوبل للسلام

2022: الناشط الحقوقي البيلاروسي أليس بيالياتسكي ومنظمتا "ميموريال" الروسية و"مركز الحريات المدنية" الأوكرانية غير الحكوميتين.

2021: الصحافيان ماريا ريسا (الفيليبين) ودميتري موراتوف (روسيا) لـ"دفاعهما الشجاع عن حرية الصحافة".

2020: برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة لـ"جهوده في محاربة الجوع في العالم".

2019: رئيس الوزراء الإثيوبي آبيي أحمد "لجهوده في إرساء السلام" وتحديداً "لمبادرته الحاسمة التي هدفت إلى تسوية النزاع الحدودي مع إريتريا".

2018: الطبيب الكونغولي دينيس موكويجي والأيزيدية ناديا مراد تكريما لجهودهما في مكافحة العنف الجنسي المستخدم في النزاعات في العالم.

2017: الحملة الدولية لإلغاء الأسلحة النووية (آيكان) لمساهمتها في اعتماد معاهدة تاريخية لحظر الاسلحة النووية.

2016: الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس عن التزامه في إنهاء النزاع المسلح مع متمردي "القوات المسلحة الثورية الكولومبية" (فارك).

2015: الرباعي الراعي للحوار الوطني في تونس المؤلف من أربع منظمات من المجتمع المدني، والذي أتاح انقاذ الانتقال الديموقراطي في البلاد.

2014: ملالا يوسف زاي (باكستان) وكايلاش ساتيارتي (الهند) عن "نضالهما ضد اضطهاد الاطفال والشباب ودفاعهما عن حق كل الاطفال في التعليم".

2013: منظمة حظر الاسلحة الكيميائية عن جهودها الهادفة لتخليص العالم من أسلحة الدمار الشامل.