تواجه إسبانيا والبرتغال أزمات حرائق غابات غير مسبوقة، حيث تسببت النيران في إحداث دمار واسع وإجلاء آلاف الأشخاص من مناطقهم.
تشتعل الحرائق في مناطق مختلفة من البلدين، مما يهدد السلامة العامة ويجبر السلطات على اتخاذ تدابير طارئة لمكافحة هذه الكوارث البيئية.
إسبانيا
اندلع حريق ضخم في منطقة ترابازوس، الواقعة قرب الحدود بين مقاطعة زامورا والبرتغال، بعد ظهر يوم السبت، مما أجبر السلطات على اتخاذ إجراءات طارئة. الحريق، الذي اشتعل على بعد 100 متر فقط من منازل سكان قرية سيجاس دي أليستي الصغيرة، أسفر عن إجلاء أكثر من 100 شخص. وكإجراء احترازي، شهدت القرية التي يتضاعف عدد سكانها في أغسطس، إغلاقَ أحد الطرق الوطنية المؤدية إليها.
تشير الأدلة إلى أن الحريق قد يكون متعمدًا بسبب توقيت اندلاعه والظروف المحيطة به، وفقاً لعمدة القرية. النيران، التي انتشرت بسرعة بفعل الرياح، دمرت أكثر من 100 هكتار من الأراضي. ولا تزال التحقيقات لمعرفة الأسباب التي تقف وراء الحريق، بينما تعمل أكثر من 50 وحدة إطفاء، بما في ذلك عشر طائرات على مكافحة النيران.
البرتغال
في البرتغال، لا يزال الحريق المشتعل في جزيرة ماديرا يمثل تهديدًا خطيرًا، حيث تتفاقم الأزمة في مناطق سيرّا دي أغوا وفاجا داس غالينهاس. بينما تشهد منطقة كورال داس فرييراس تحسنًا طفيفًا، تدهور الوضع في فترة ما بعد الظهر أمس السبت، مما استدعى إجلاء المئات من السكان كإجراء احترازي.
في سيرّا دي أغوا، استعرت النيران بفعل الرياح القوية، مما تسبب في حدوث انهيارات أرضية في المنطقة.
لتعزيز جهود مكافحة الحريق، وصلت في وقت متأخر من الليل فرقة من 80 عنصرًا من وحدة الإطفاء الخاصة إلى ماديرا قادمة من لشبونة. ويعمل حاليًا على إخماد الحرائق 180 عنصرًا على الأرض بدعم من أكثر من 40 مركبة وطائرة واحدة.
مع استمرار الظروف الجوية الحارة والرياح القوية، أصدر معهد البحر والجو البرتغالي "IPMA" تحذيرًا من الدرجة البرتقالية لجميع مناطق ماديرا، مما جعل عملية إخماد النيران أكثر تعقيدًا. وكإجراء احترازي، تم إجلاء العشرات من منازلهم إلى مراكز إيواء مؤقتة توفرها السلطات المحلية.