بعد أكثر من أسبوع على العملية العسكرية الإسرائيلية على شمال الضفة الغربية، كشف المواطنون عن الضرر الكبير الذي أصاب الشوارع والمباني والمنازل في مخيم جنين للاجئين.
بدأ الناس في إزالة الحطام بواسطة الآليات الثقيلة في مخيم جنين للاجئين بعد عشرة أيام على الهجمات التي شنتها القوات الإسرائيلية، وهي العملية الأكثر دموية في الضفة الغربية المحتلة منذ بدء الحرب على غزة.
وأظهرت الفيديوهات والصور بقايا نوافذ متناثرة على الأرض داخل أحد المنازل في المخيم، وبدا الأثاث محطمًا وظهرت الجدران مليئة بالرصاص. حتى أن طاولة الطعام في أحد المنازل كانت مغطاة بالزجاج. إذ جرفت القوات الإسرائيلية الطرق ودمرت المنازل.
قال مسؤولون عسكريون إسرائيليون إن العملية التي استهدفت المسلحين في جنين وطولكرم ومخيم الفارعة للاجئين ضرورية للحد من الهجمات التي وقعت مؤخراً ضد المستوطنين الإسرائيليين. وأضافوا أنها أصبحت أكثر تطوراً وفتكاً.
وكانت الهجمات الإسرايلية على جنين مدمرة. وانقطعت خدمتا المياه والكهرباء، والتزمت العائلات منازلها، وتم تأخير سيارات الإسعاف التي تقوم بإجلاء الجرحى وهي في طريقها إلى المستشفيات القريبة، بينما يقوم الجنود الإسرائيليون بالبحث عن المسلحين. ولطالما كانت جنين نقطة اشتعال في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ عقود.
وكان المخيم أنشىء في الأصل لإيواء الفلسطينيين الذين فروا أو أجبروا على ترك منازلهم خلال الحرب التي أعقبت إنشاء إسرائيل في عام 1948. ولكن مع مرور الوقت تحول مخيم اللاجئين إلى حي مأهول ومزدحم تحت الاحتلال العسكري الإسرائيلي منذ عام 1967، حاله كحال الضفة الغربية.
وفي السنوات الأخيرة، كان هناك تضاؤل في نفوذ السلطة الفلسطينية التي تدير مراكز المدن من الضفة الغربية ومنها جنين. وينظر إليها العديد من سكان المدينة على أنها لا تخدمهم ولا تؤمن لهم الحماية لأنها تقوم بالتنسيق الأمني مع إسرائيل. واشتبكت الأجهزة الأمنية الفلسطينية في بعض الأحيان وتبادلت إطلاق النار مع المسلحين الفلسطينيين.
وأغلقت المدرعات الإسرائيلية المداخل والمخارج الأسبوع الماضي. وتمركزت القوات الإسرائيلية داخل المباني المهجورة وفتشت المنازل وتبادلت إطلاق النار مع المسلحين. وحاصرت القوات الإسرائيلية المستشفيات، وأوقفت سيارات الإسعاف التي كانت تحمل أفواجاً من الجرحى لفحص ما إذا كانت تحوي مسلحين.
وتقول إسرائيل إن جنودها يخوضون معارك مع حماس وغيرها من الفصائل الفلسطينية المسلحة.
هذا وكان هناك تصاعد في أعمال عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، وتزايد في بناء المستوطنات في الأراضي المحتلة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وقُتل أكثر من 680 فلسطينيًا في الضفة الغربية منذ أكتوبر/تشرين الأول، معظمهم على يد القوات الإسرائيلية وبعضهم على يد المستوطنين، وفقًا لمسؤولي الصحة هناك.