جنوب سوريا... حالة الغموض والولاءات المختلفة تفاقم الانفلات الأمني وعدم الاستقرار

منذ 2 سنوات 180

جنوب سوريا... حالة الغموض والولاءات المختلفة تفاقم الانفلات الأمني وعدم الاستقرار

الأحد - 26 شهر ربيع الثاني 1444 هـ - 20 نوفمبر 2022 مـ

أحد أحياء درعا البلد (الشرق الاوسط)

درعا (جنوب سوريا): رياض الزين

برغم استمرار الحوادث الأمنية المتمثلة في الاغتيالات وعمليات الخطف في الجنوب السوري عموما، إلا أن التصعيد الأخير في درعا البلد ضد مجموعات متهمة بالانتماء لتنظيم «داعش»، يعيد إلى الأذهان حالة غموض ولاء واتجاهات الأطراف المتحاربة فيما بينها، وسط اتهامات متبادلة بين الجميع بـ«العمل مع النظام»، أو «تنفيذ أجندة خارجية»، أو الانتماء إلى «تنظيم داعش».
وانعكست تلك الاتهامات على المنطقة حتى وصلت إلى حالة صعبة من الانفلات الأمني وانتشار القتل والاغتيالات في كل مكان.
ويقول الناشط محمد الزعبي، «أن الجديد الآن في درعا هو الحديث عن نشاط خلايا داعش في أكثر من منطقة... وهذه تدافع عن نفسها إعلامياً وعسكرياً وتنفي التهمة، وتتهم الفصائل التي تهاجمهم بأنها تنفذ أوامر النظام السوري».
إلا أن فصائل المعارضة السابقة التي قبلت بالتسوية مع النظام السوري برعاية روسية في عام 2018، نشرت وثائق صوتية ومصورة، تبين تورط قادة هذه المجموعات المتهمة بالانتماء لـ«داعش» بالتعامل مع التنظيم، أو تنفيذ عمليات قتل واغتيال وخطف استهدفت فصائل المعارضة السابقة واللجان المركزية للتفاوض ومدنيين.
واعتبر قائد إحدى المجموعات المحلية في درعا في حديثه لـ«شرق الأوسط» أنه بشكل عام «يبقى الخوف من المجهول هو السائد بين أبناء المحافظة، فما كادت العملية الأمنية في مدينة جاسم تنتهي بعد الإعلان عن القضاء على متزعمي خلايا داعش هناك ومنهم عبد الرحمن العراقي وأبو مهند اللبناني وأبو لؤي القلموني، حتى تفاجأ أهالي المحافظة بعمل جديد يقوده اللواء الثامن المحسوب على روسيا، ضد خلايا جديدة في أحياء درعا البلد المحاذية للأراضي الأردنية».
وكان من أهم أسباب العملية الجديدة، التفجير الانتحاري الذي استهدف أحد المعارضين السابقين إضافةً إلى مدنيين آخرين كانوا معه. وبرغم تضارب التصريحات والأقاويل حول وجود عناصر وقادة من «داعش» إلا أن العملية العسكرية قد بدأت ضدهم.
وتشير هذه الدلائل إلى مساعٍ محلية لإنهاء الحالة العشوائية في محافظة درعا المتمثلة بانعدام الأمن والاستقرار وعمليات الاغتيالات والقتل التي وفرت للنظام الذريعة الكافية للانقلاب على ترتيبات اتفاق التسوية ومحاولة إنهائها وإعادة السيطرة الكاملة أو الفعلية على الأرض... ذلك ما دفع فصائل التسويات إلى التحرك ضد المجموعات التي تترك للنظام السوري ذريعة لتغيير وضع المنطقة الذي تعيشه منذ بدء اتفاق التسوية الذي تم في العام 2018.
وسواء كانت المجموعات تابعة أو متعاونة مع «داعش» أو تمارس أفعالا تسعى لتغيير حالة المنطقة، فإنها في دائرة العمليات العسكرية للفصائل المحلية ومعها «اللواء الثامن»، لرغبتها باستمرار إبعاد سيطرة النظام الفعلية عن المنطقة، وإبعاد الذرائع التي تسمح له بشن عمليات عسكرية في المنطقة تسهل عليه استقدام ميليشيات إيران و«حزب الله» إليها، أيضاً بسبب المخاوف من الملاحقات الأمنية التي تفرض على المعارضين السابقين، وفرض شروط جديدة مجحفة بحق مناطق التسويات، وتعديل بنود الاتفاق بما يتماشى مع رغبة النظام السوري.
ووسط سيل الاتهامات التي تكال من كل الأطراف ضد بعضها البعض، يبقى المواطن الحوراني تائها في دوامة «التخوين» و«الدعشنة» و«موالاة النظام» و«البنادق المأجورة» واتجاه إطلاقها. وتعكس الأرقام التي تصدرها مكاتب التوثيق المحلية في درعا، حجم الفوضى وحالة عدم الاستقرار والغموض الذي يكتنف عمليات الاغتيالات الجارية في المحافظة. فخلال شهر واحد هو سبتمبر (أيلول) الماضي تم توثيق 27 محاولة اغتيال أسفرت عن مقتل 23 شخصاً بينهم 17 مدنيا، وبعضهم لم يعرف عنه انتماء إلى فصيل بعينه أو مشاركته مع جماعة معارضة.


سوريا أخبار سوريا