هناك منطقة في دماغ الإنسان وغيره من الفقريات مسؤولة عن الذاكرة، ويجب تنشيطها بطريقة مستمرة للحفاظ على كمية جيّدة مما يسميه العلماء "الاحتياطي المعرفي". فكيف السبيل إلى ذلك؟
يحقق الشعب الصيني في اختبارات الذاكرة نتائج أفضل من غيره من الشعوب لأن هناك قناعة لديه مفادها أن التقدم في العمر وفقدان الذاكرة ليسا خطّين متوازييْن وليسا حتمييْن.
مع ذلك فلا يمكن القول إن النسيان مسألة ثقافية أو تخصّ شعباً دون آخر، فالمذنب الأكبر، بحسب الدراسات والبحوث الأخيرة هو نمط الحياة الذي مضت فيه البشرية.
أي جزء مسؤول عن الذاكرة؟
علمياً، هناك في دماغ الإنسان وغيره من الفقريات مكوّن يعرف باسم "قرن آمون" [فرس البحر] أو Hippocampus بالإنجليزية، وهو مسؤول عن عمل الذاكرة والتعلّم والمهارات العادية.
ومن أجل الحفاظ على ذاكرة نشيطة وقوية، يشير العلم إلى أنه يجب تنشيط هذه المنطقة من الدماغ، فكيف السبيل إلى ذلك؟
أولاً: بالتمارين الرياضة
يقول العلماء إن التمارين الرياضية على أنواعها تعزّز عملية ولادة خلايا عصبية جديدة في "قرن آمون" بفضل تفعيل أحد البروتينات وهي "عامل التغذية العصبية المستمد من الدماغ" [BDNF]، خصوصاً وأن هذا البروتين مسؤول جزئياً عن نموّ الخلايا العصبية.
ويشير تقرير نشره موقع ناشونال جيوغرافيك أيضاً إلى أن التمارين الرياضية تخفض نسبة التشابك اللييفي العصبي وأيضاً كمية ببتيد بيتا النشواني وهما مسؤولان عن تطور الأمراض التنكسية العصبية.
وفي عام 2018 نشرت مجلة Neurology نتائج دراسة أجريت على نشاط القلب والأوعية الدموية عند نساء سويديات يتراوح عمرهنّ من 38 إلى 60 عاماً. وبينت تلك النتائج أن النساء اللواتي كنّ يتمتعن بصحة جيّدة كسبن 9 سنوات إضافية من دون عوارض الخرف مقارنة باللواتي لم يكنّ رياضيات.
ويتفق جميع العلماء تقريباً على أن التمارين الرياضية تعزز لدى الإنسان ما يسمّونه "الاحتياط المعرفي".
وعن هذا الأمر تقول العالمة وندي سوزوكي من جامعة نيويورك: ليس المطلوب منك أن تصبح واحداً بين رياضيي النخبة. يكفي أن تقوم بنشاط جسدي لمدة 30 دقيقة ثلاث أو أربع مرات خلال الأسبوع".
وتعلل سوزوكي قولها "التمارين الرياضية تعزز توسّع شرايين الدم، وبالتالي نقل الأكسجين للدماغ وهو أكبر مستهلك له في الجسم، وهذا يؤدي في نهاية المطاف إلى زيادة حجم قرن آمون المسؤول عن الذاكرة".
ثانياً: بنوع معين من الأغذية
إضافة إلى الرياضة، يقول العلماء إن على الذين يريدون الحفاظ على ذاكرة سليمة خفض استهلاك الدهون المشبعة واللحوم الحمراء ومنتجات الألبان الغنية جداً.
ويشير العلماء أيضاً إلى أنه من المفضل استهلاك أوميغا 3 الموجود في الأسماك الدهنية مثل السلمون والتونة وكذلك المحاريات، إضافة إلى الأطعمة الغنية بالفلافانول مثل التفاح والحمضيات والتوت والكاكاو، فهي تساعد أيضاً في إنتاج BDNF.