في خطوة دبلوماسية، تقدمت تركيا بطلب رسمي للانضمام إلى مجموعة ”بريكس“، سعياً لتعزيز نفوذها العالمي وإقامة علاقات جديدة تتجاوز حلفائها الغربيين التقليديين، كما أفادت وكالة "بلومبرغ".
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أشار إلى أن "تركيا يمكن أن تصبح دولة قوية ومزدهرة ومرموقة وفعالة إذا حسنت علاقاتها مع الشرق والغرب في آن واحد، وأي طريقة أخرى ستضر بها“.
وأضاف في حديث له خلال نهاية الأسبوع الماضي: ”لسنا مضطرين للاختيار بين الاتحاد الأوروبي ومنظمة شنغهاي للتعاون كما يزعم البعض، بل على العكس، علينا تطوير علاقاتنا مع المنظمات على أساس المصالح المشتركة.“
أمّا وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، فقال بعد حضوره اجتماع وزراء خارجية دول الـ "بريكس" في حزيران/ يونيو: ”تعتمد هذه المجموعة تنوعًا في النهج بالنظام الاقتصادي العالمي".
لماذا تسعى تركيا للانضمام إلى "بريكس"؟
يأتي طلب أردوغان بالانضمام إلى مجموعة ”بريكس“، وهي مجموعة تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، وسط إحباط متزايد من تعثر مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. فقد أجرت تركيا محادثات للانضمام إليه منذ عام 2005، ولكنها واجهت سلسلة من العقبات.
وتتمثل وجهة نظر إدارة أردوغان في أن مركز الثقل الجيوسياسي يتحول بعيداً عن الاقتصادات المتقدمة، بحسب وكالة "بلومبيرغ". بالإضافة إلى أن المسعى الدبلوماسي الجديد للبلاد يعكس تطلعاتها إلى إقامة علاقات مع جميع الأطراف في عالم متعدد الأقطاب، مع استمرارها في الوقت نفسه بالوفاء في التزاماتها كعضو رئيسي في حلف شمال الأطلسي.
وإنّ طلب الانضمام إلى "بريكس" يُنظر إليه على أنه نتيجة جزئية للخلافات بين تركيا وزملائها الأعضاء في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وفقاً لـ"بلومبيرغ"، بعد أن حافظت تركيا على علاقات وثيقة مع روسيا في أعقاب الغزو الأوكراني في العام 2022.
وتُشير الوكالة إلى أن انضمام تركيا إلى مجموعة البريكس يمكن أن يساعدها على تحسين التعاون الاقتصادي مع روسيا والصين، وبالتالي تصبح قناة تجارية بين الاتحاد الأوروبي وآسيا، ويحقق رغبتها بأن تكون مركزًا لصادرات الغاز من روسيا وآسيا الوسطى.
وتحاول إدارة أردوغان جذب استثمارات من شركات صناعة السيارات الكهربائية الصينية، التي يمكن أن تستفيد من الاتحاد الجمركي التركي مع الاتحاد الأوروبي لتعزيز وصولها إلى الأسواق، كما جاء في "بلومبيرغ".
دول عدة ترغب بالانضمام إلى المجموعة
تضم مجموعة البريكس بعضًا من أكبر الاقتصادات الناشئة. وقد انضم إليها أربعة أعضاء جدد في بداية هذا العام هم إيران والإمارات وإثيوبيا ومصر. وقد دُعيت المملكة العربية السعودية للانضمام إليها، على الرغم من أنها لم تُقدم على ذلك بعد.
وقد تتم مناقشة زيادة توسيع المجموعة خلال القمة التي ستُعقد في قازان بروسيا في الفترة من 22 إلى 24 تشرين الأول/ أكتوبر.
ومن بين الدول الأخرى التي تتطلع للانضمام أيضاً: ماليزيا وتايلاند وأذربيجان حليفة تركيا المقربة من بين دول أخرى.
وتروج مجموعة بريكس لنفسها كبديل لما يعتبره أعضاؤها مؤسسات يهيمن عليها الغرب مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي. ومن المحتمل أن يحصل الأعضاء الجدد على إمكانية الوصول إلى التمويل من خلال بنك التنمية التابع لها بالإضافة إلى توسيع علاقاتهم السياسية والتجارية.
وكان توسع البريكس مدفوعًا إلى حد كبير من قبل الصين، التي تحاول تعزيز نفوذها العالمي من خلال مغازلة الدول المتحالفة تقليديًا مع الولايات المتحدة.