في أجواء سياسية مشحونة، أعيد انتخاب أوزغور أوزيل زعيما لحزب الشعب الجمهوري (CHP) للمرة الثانية، خلال الجمعية العامة الاستثنائية التي عقدت في أنقرة يوم الأحد، بعد أن نال ثقة 1171 مندوبا من أصل 1276.
وجاء فوزه بعد انسحاب أوميت أويصال، رئيس بلدية مراد باشا في أنطاليا، من السباق، بينما فشل المرشح الآخر، برهان شيمشيك، الرئيس السابق للحزب في إسطنبول، في حصد عدد كاف من الأصوات.
وعقدت الجمعية وسط تصاعد غير مسبوق في الضغوط على المعارضة، مع تزايد الاعتقالات في صفوفها، طالت شخصيات بارزة في الحزب، من بينها رئيس بلدية اسطنبول، المعارض أكرم إمام أوغلو.
وخلال المؤتمر طالب أوزبل بإجراء انتخابات مبكّرة، وذلك في موعد لا يتجاوز شهر تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
وأدانت المعارضة بشدة موجة الاعتقالات التي طالت شخصيات بارزة في صفوفها، وسط احتجاجات مستمرة في مختلف أنحاء البلاد.
وأشارت إلى تاريخ 19 مارس/آذار، حين تم اعتقال إمام أوغلو وإرساله إلى ”سجن سيليفري”* الشهير بسمعته السيئة، معتبرة ذلك "انقلابا قضائيا" ضد المعارضة.
من جانبها، تصر الحكومة على أن المحاكم التركية تعمل "بشكل مستقل وغير منحاز"، معبرة عن رفضها للاتهامات التي توجهها المعارضة.
وفي كلمة ألقاها أمام أعضاء حزب الشعب الجمهوري قبيل تصويت يوم الأحد، وجه أوزيل انتقادا حادا للرئيس رجب طيب أردوغان، قائلا إن المعارضة "مستعدة لإنقاذ تركيا منكم".
وفي 10 فبراير/شباط، بدأ مكتب المدعي العام في أنقرة تحقيقا في مؤتمر حزب الشعب الجمهوري الذي انعقد يومي 4 و5 نوفمبر/تشرين الثاني 2023. التحقيق يركز على مزاعم تتعلق بحصول مندوبي الحزب على "أموال وهواتف ومنازل مقابل أصوات"، حيث يستجوب المسؤولون الذين شاركوا في المؤتمر العادي الثامن والثلاثين للحزب، الذي تم فيه انتخاب أوزغور أوزيل رئيسا للحزب.
قبل بدء التحقيق بأسبوع، وجه أردوغان انتقادات حادة خلال خطاب ألقاه في مؤتمر حزبه في مقاطعة مانيسا، حيث قال: "لقد ألقوا باللوم على السيد كمال (كليجدار أوغلو، الرئيس السابق لحزب الشعب الجمهوري) في الانتخابات، وطردوه من خلال مؤتمر مشبوه".
من جهة أخرى، أكد كليجدار أوغلو، الذي ترأس حزب الشعب الجمهوري بين 2010 و2023، أنه لن يكون مرشحا في المؤتمر الاستثنائي المقبل.
وفي تطور آخر، أعلن نائب حزب الشعب الجمهوري في إسطنبول، أوغوز كان ساليجي، عبر حسابه على منصة "إكس"، أنهم سيطرحون قائمة جديدة ضد قائمة أوزيل في المؤتمر.
وأوضح ساليجي قائلا: "سننظم قائمة التوازن والتضامن في انتخابات مجلس الحزب في المؤتمر الاستثنائي الحادي والعشرين لحزب الشعب الجمهوري، ونقول "التوازن" لأننا نريد دولة من النوع الذي نريده، نريد مثل هذا الحزب". وأضاف "انطلاقا من هذا الإيمان، أدعو أعضاء الحزب إلى دعم قائمة التوازن والتضامن".
من جانبه، أعلن أوزيل الشهر الماضي، أن الجمعية الاستثنائية عقدت "لمنع محاولات تعيين أمين سر لحزب الشعب الجمهوري"، ودعا الأعضاء إلى الإدلاء بأصواتهم في التصويت الذي جرى اليوم.