تراجع قياسي لثروة البريطانيين بسبب معدلات الفائدة

منذ 1 سنة 236

تراجع أسعار السندات الحكومية خفّض القيمة الدفترية لأصول صناديق التقاعد وهي "عادة أكبر مصدر لثروة الأسرة في بريطانيا" كما تقول الدراسة التي أُجريت بالشراكة مع "أبردن فاينانشل فايرنس تروست".

أدى ارتفاع أسعار الفائدة في المملكة المتحدة إلى انخفاض "قياسي" في ثروة الأسر البريطانية منذ الحرب العالمية الثانية، لكنه قد يعطي دفعا للراغبين في شراء أول منزل لهم وفق دراسة نُشرت الاثنين.

أدى ارتفاع أسعار الفائدة وسط التضخم منذ التعافي بعد جائحة كوفيد إلى "تراجع ثروة الأسر في جميع أنحاء بريطانيا المقدرة بـ 2.1 مليار جنيه إسترليني خلال العام الماضي" بحسب الدراسة التي أجراها مركز ريزولوشن للأبحاث.

وذكر المركز أن بريطانيا استفادت من "طفرة ثراء غير مسبوقة في العقود الأخيرة" بينما زاد إجمالي ثروة الأسر البريطانية "من 300 في المائة من الدخل الوطني في الثمانينات إلى 840 في المائة أو 17500 مليار في 2021".

وقال المركز المتخصص في سياسات مكافحة الفقر "أدى رفع البنك المركزي البريطاني السريع لمعدلات الفائدة منذ نهاية 2021 إلى ارتفاع معدلات الرهن العقاري وتسبب في تراجع أسعار المساكن وكذلك أسعار سندات الخزينة البريطانية والشركات".

وتراجع أسعار السندات الحكومية خفّض القيمة الدفترية لأصول صناديق التقاعد وهي "عادة أكبر مصدر لثروة الأسرة في بريطانيا" كما تقول الدراسة التي أُجريت بالشراكة مع "أبردن فاينانشل فايرنس تروست".

والنتيجة: لم تعد ثروة الأسر البريطانية الآن تمثل سوى 650 في المائة من الدخل الوطني البريطاني مطلع 2023 وهي أكبر نسبة تراجع منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وفقا للدراسة.

في مواجهة تضخم استقر في أيار/مايو عند 8.7 في المائة على مدار عام واحد ويستمر بما يتجاوز التوقعات، رفع البنك المركزي البريطاني أسعار الفائدة في حزيران/يونيو للمرة الثالثة عشرة على التوالي إلى 5 في المائة، وتتوقع الأسواق أن تصل إلى ذروتها عند 6.5 في المائة في آذار/مارس.

هذا التراجع في ثروة الأسر البريطانية قد يقلل من "التفاوت بين الأجيال" الذي زاد مدى السنوات الأربعين الماضية، بحيث استفادت الاجيال الاكبر سنا من الطفرة العقارية بينما وجد الأصغر سنا أنفسهم محرومين من امتلاك عقار.

يساهم استمرار أسعار الفائدة في الارتفاع في زيادة الضغوط على الموارد المالية للأسر التي لديها قرض سكني، لأنها عادة ما تأتي بمعدلات متغيرة أو ثابتة لبضع سنوات فقط.

على العكس، قد تؤدي هذه المعدلات المرتفعة إلى انخفاض أسعار العقارات والسماح للمتقاعدين بالحصول على مستوى معيشي أفضل من خلال زيادة عائدات صناديق التقاعد، بحسب الدراسة.