تحليل لـCNN: لماذا تثير عودة إسرائيل إلى مناطق في غزة أعلنت خلوها من "حماس" الشكوك؟

منذ 6 أشهر 90

تقرير من إعداد نادين إبراهيم، ضمن نشرة الشرق الأوسط البريدية من CNN. للاشتراك في النشرة (اضغط هنا)

  (CNN)--  استأنف الجيش الإسرائيلي قتاله في شمال غزة حيث زعم في السابق أنه قام بتفكيك الهيكل القيادي لحركة "حماس". لكنه يقول الآن إنها تحاول "إعادة التجمع" في المنطقة، مما يثير الشكوك حول ما إذا كان هدف إسرائيل للقضاء على الحركة في القطاع واقعيا.

وبدأت العملية البرية الإسرائيلية، السبت، مع قصف مكثف وإطلاق نار في معظم أنحاء مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة، كما بدأ الجيش الإسرائيلي عملياته في منطقة الزيتون وسط غزة، في الوقت الذي يواصل فيه هجومه شرق رفح وبالقرب من معبر رفح مع مصر.

وتجدد عودة إسرائيل إلى الجيوب التي من المفترض أنها طهرتها من "حماس" التساؤلات حول استراتيجيتها العسكرية طويلة المدى، والتي خلفت، بعد أكثر من س7 أشهر من الحرب، أكثر من 35 ألف قتيل فلسطيني وتدمير جزء كبير من غزة - ولكن لا يزال هناك أكثر من 100 رهينة من إسرائيل. في الأسر وما زالت القيادة العليا لـ"حماس" طليقة.

ويأتي استئناف القتال في الشمال مع تعثر المحادثات الرامية إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مقابل الرهائن، ومع إشارة إدارة جو بايدن إلى أن صبر الولايات المتحدة بدأ ينفد تجاه أقرب حلفائها في الشرق الأوسط.

وخلال نهاية الأسبوع، قدم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن تقييما لاذعا لسلوك إسرائيل في الحرب، ففي مقابلة، أذعيت الأحد، مع شبكة CBS، قال بلينكن إن أي نجاح أولي في الغزو الإسرائيلي لمدينة رفح بجنوب غزة، والذي عارضته واشنطن بشدة "غير مستدام"، وانتقد إسرائيل لـ"عدم وجود خطة ذات مصداقية لحماية المدنيين، ولا خطة ما بعد الحرب لغزة".

وقال بلينكن: "نحن نرى أجزاء من غزة قامت إسرائيل بتطهيرها من حماس، حيث تعود حماس، بما في ذلك في الشمال، بما في ذلك خان يونس"، مضيفا أن الهجوم البري في رفح سيترك إسرائيل "تواجه تمردا دائما لأن الكثير من مسلحي حماس سيبقون بغض النظر عما يفعلونه في رفح، أو إذا غادروا (جنود إسرائيل) وخرجوا من غزة كما نعتقد أنهم بحاجة إلى القيام بذلك، عندها سيكون هناك فراغ، وفراغ من المرجح أن تملأه الفوضى، وفي نهاية المطاف ستملأه حماس مرة أخرى".

 ويقول بعض الخبراء الإسرائيليين إن استراتيجية الحرب الحالية التي ينتهجها نتنياهو، والتي تهدف إلى التدمير الكامل لحماس في غزة، معيبة وغير واقعية لأنها تفتقر إلى رؤية طويلة المدى.

وقال داني أورباخ، المؤرخ العسكري في الجامعة العبرية في القدس، إن "استراتيجية إسرائيل ليست جيدة، وتكتيك التطهير والحط من قدرات حماس إلى ما لا نهاية مع تجنب مسؤولية حكم غزة لن ينجح".

وكان نتنياهو قال في وقت سابق إن إسرائيل "ستتحمل المسؤولية الأمنية الشاملة في غزة لفترة غير محددة بعد انتهاء الحرب"، وهو موقف يتعارض مع موقف الولايات المتحدة.

وأضاف أنه "مع عدم وجود حكومة بديلة قابلة للحياة، فإن نتنياهو يقرر كالعادة عدم اتخاذ قرار"، مضيفا أن استراتيجية "التطهير والإهانة" المستمرة تسمح لرئيس الوزراء بتجنب اتخاذ قرارات صعبة بشأن غزة ما بعد الحرب، بينما تمنع "حماس" من العودة للظهور بقوة كما كانت قبل 7 أكتوبر.

ولم يقدم الزعيم الإسرائيلي بعد خطة ما بعد الحرب للقطاع.

وتطالب الولايات المتحدة بإصلاح السلطة الفلسطينية لحكم غزة، وهو ما رفضه نتنياهو مرارا وتكرارا، وأكد أن "الجيش يسير على الطريق الصحيح للقضاء على حماس"، وفي مقابلة مع البرنامج الأمريكي الدكتور فيل، الذي أذيع الجمعة، زعم أن "14000 من مقاتلي حماس قتلوا حتى الآن"، وقدرت إسرائيل أن "عدد مقاتلي حماس يبلغ 30 ألف مقاتل قبل هجوم أكتوبر".

ولا تستطيع CNN التحقق بشكل مستقل من الأرقام التي قدمتها وزارة الصحة الفلسطينية أو إسرائيل بسبب القيود المفروضة على وسائل الإعلام الدولية.

ودق مسؤولون إسرائيليون سابقون وحاليون، ومن بينهم شخصية عسكرية كبيرة، ناقوس الخطر بشأن الاتجاه الذي تتجه إليه إسرائيل في حربها.

وبحسب ما ورد انتقد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، اللواء هرتسي هاليفي، خلال نهاية الأسبوع استراتيجية نتنياهو، ونقلت القناة 13 الإسرائيلية عن هاليفي قوله: "طالما لا توجد خطوة سياسية تؤدي إلى ظهور هيئة حكم أخرى غير حماس في القطاع، سيتعين علينا العمل مرارا وتكرارا هناك وفي أماكن أخرى لتفكيك البنية التحتية لحماس"، وأضاف: "ستكون مهمة عبثية"، مشيراً إلى أنها قد لا تتحقق أبدا.

وأضافت القناة 13 أن كبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي حثوا رئيس الوزراء على اتخاذ القرارات وصياغة استراتيجية للحرب.

كما حث رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية السابق، تامير هايمان، القيادة الإسرائيلية على إبرام صفقة رهائن تتضمن وقف إطلاق النار إلى أجل غير مسمى والعمل مع السلطة الفلسطينية بعد إصلاحها لاستعادة النظام في غزة.

وقال هايمان، الذي يرأس الآن معهد دراسات الأمن القومي (INSS) في تل أبيب، لشبكة CNN في وقت سابق، إن إسرائيل "تخاطر بالوقوع في حرب استنزاف دائمة، حيث يوجد احتكاك لا نهاية له مع جيرانها". 

وأضاف أن "الحرب الطويلة تخاطر إما بترك غزة تحت حكم حماس أو تحت رحمة فراغ السلطة حيث قد تتنافس مختلف الجماعات المسلحة على السلطة".

ويقول آخرون إن "عودة ظهور جيوب حماس ليس بالأمر غير المعتاد، وأن الجيش الإسرائيلي سيضطر إلى الاستمرار في الدخول مرة أخرى إلى المناطق في غزة حتى يتوقف ظهور المزيد من المقاتلين".

وصرح النائب السابق لقائد فرقة غزة بالجيش الإسرائيلي أمير أفيف، لشبكة CNN، بأن "هذه العملية ستتكرر مرارا وتكرارا، حتى تتم إزالة جميع الجيوب المقاومة"، وأضاف أنه يعتقد أنه من الممكن القضاء على "حماس" وقال: "غزة ليست لا نهاية لها، وليست كبيرة إلى هذا الحد، وإسرائيل وصلت إلى آخر معقل لها رفح، والآن أصبحت حماس وظهرها للحائط".