اعتبر مدير برنامج روسيا - أوراسيا في معهد "تشاتام هاوس" البحثي جيمس نيكسي، أن "ما يحصل في روسيا عبارة عن تمرد ولا يرقى إلى مستوى الانقلاب".
ولفت نيكسي، في حديث إلى "فرانس برس"، إلى أن "المواجهات هي بين مكونات من السلطة، حيث يريد رئيس مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين الوصول إلى العاصمة موسكو".
وسمح النزاع في أوكرانيا لبريغوجين بفرض نفسه لاعبًا أساسيًا في روسيا، لكن بدعوته إلى التمرد ضد القيادة العسكرية تجاوز هذا الرجل المتهور الذي يصعب التنبؤ بتحركاته، خط اللاعودة.
"سفاح"
وقال نيكسي: "بريغوجين سفاح وليس بطلًا لمجرد أنه يقاتل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ودفاعات موسكو تستعد لمواجهة كل أشكال الخطر على السلطة، وبالتالي فإن حظوظ الجماعة شبه العسكرية في السيطرة على مناطق روسية ضئيلة جدًا في ظل نفص الإمدادات".
وعن بريغوجين، رأى نيكسي أنه "يشبه وحش فرانكشتاين، ويكتسب حياة خاصة به. إنه غير موثوق وليس فردًا في القوات المسلحة في حد ذاته. وهذا يعني أنه خارج عن السيطرة".
وأضاف: "هذا إلهاء مفيد للأوكرانيين في الوقت الحالي وسيكونون سعداء بحدوث ذلك وسيتطلعون لاستغلاله على خط المواجهة. لكن هو ليس فارسهم في درعه اللامع بالتأكيد".
وكان الملياردير الحليق الرأس قد اتهم الجمعة الجيش الروسي بقصف معسكرات مجموعة فاغنر بطلب من وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الذي أقسم أن "يوقفه" بالقوة.
ويؤكد بريغوجين البالغ 62 عاما أن لديه "25 ألف" مقاتل يتبعون أوامره وقد دعا الجيش والمواطنين الروس إلى الانضمام إليه نافيا أن يكون أقدم على "انقلاب عسكري".
ردا على ذلك، باشرت الأجهزة الأمنية الروسية النافذة جدا تحقيقا في حقه بتهمة "الدعوة إلى تمرد مسلح" وهي تهمة خطرة يمكن أن تدخله السجن لفترة طويلة.
لكن ما من شيء مضمون عندما يتعلق الأمر ببريغوجين المتمرس في فن الاستفزاز وتغيير المواقف.
انتشار في روستوف
في هذا السياق، وفي أوضح صورة للصراع، يكسر صوت صافرات سيارات الإسعاف وعربات الشرطة الصمت الذي يخيّم على مدينة روستوف-نا-دونو، الموقع الاستراتيجي للقيادة الروسية لإدارة عملياتها في أوكرانيا والذي قالت مجموعة فاغنر العسكرية المتمرّدة السبت إنّها سيطرت على مراكز رئيسية فيه.
وفي تقاطع رئيسي في وسط المدينة، يمكن رؤية عربة مدرّعة مزوّدة بمدفع رشّاش وعشرات من الرجال يرتدون زياً عسكرياً ويضعون شارات فضيّة، حسبما أفاد صحافيون في المدينة.
وأوضحت المصادر ذاتها أنّ ناقلات جند مدرّعة ودبّابات كانت متوقّفة في أجزاء أخرى من وسط المدينة، خصوصاً خارج متجر ألعاب وسيرك.
وكان المارّة يتوقّفون لمشاهدة مرور المركبات العسكرية، بما في ذلك شاحنات نقل ورجال مسلّحين، كانوا يضعون بدورهم شارات فضية.