تحل اليوم الثلاثاء الذكرى الـ 35 لتحرير طابا ذلك اليوم الذى عاد فيه آخر شبر لجمهورية مصر العربية، من أراضيها فى سيناء من إسرائيل، بعد الانتصار العسكرى الذى حققته مصر فى حرب 6 أكتوبر عام 1973، حيث خاضت مصر معركة دبلوماسية وقانونية ضخمة لتؤكد أحقيتها فى تلك الأراضى، وتكتمل هذه الجهود فى النهاية بحكم هيئة التحكيم الدولى بعودة تلك الأراضى لمصر.
وجاء هذا الانتصار بعد نجاح الدبلوماسية المصرية على ساسة العالم أجمع، فى استرداد جزء غالى وثمين من أرض الوطن، وبدأت مباحثات السلام بين مصرَ وإسرائيل وعندما وقع الرئيس الراحل أنور السادات معاهدة كامب ديفيد في عام 1979، التي ألزمت إسرائيل بالخروج من كل سيناء.
وفي الخامس والعشرين من إبريل عام 1982 خرجت إسرائيل من كل سيناء عدا طابا، لتبدأ معركة دبلوماسية أخرى بأدوات التحكيم الدولي.
وأنصف التحكيم الدولي مصرَ وأوجب أحقيتها في طابا وإجلاء القوات الإسرائليلية والمدنيين أيضا عنها، وفي التاسع والعشرين من سبتمبر عام 1988م يسدل الستار على القضية بإصدار هيئة التحكيم الدولية حكمها التاريخي في جلسة علنية عقدت في جنيف، حيث أيدت الهيئة موقف مصر معلنة عودة طابا إلى أحضان الوطن المصري.
ونرصد أبرز المعلومات عن عودة آخر شبر من سيناء:
1- أولت إسرائيل الاستيلاء على طابا كثيرًا لتوسيع منفذها الوحيد على البحر الأحمر "إيلات" وبالتالى السيطرة بشكل أو بآخر على هذا المسطح المائى المهم بنقاطه الاستراتيجية.
2- عادت مسألة الحدود الآمنة لتطرحها إسرائيل بعد حرب أكتوبر 73، إلى أن عقدت معاهدة السلام فى مارس عام 1979، ونصّت فى مادتها الأولى على أن تنسحب إسرائيل من سيناء.
3- اكتشفت اللجنة المصرية بعض المخالفات الإسرائيلية حول 13 علامة حدودية أخرى؛ أرادت ضمها إلى أراضيها.
4- أعلنت مصر آنذاك أنها لن تفرط في سنتيمتر واحد من أراضيها، لتبدأ معركة الاسترداد.
5- في مارس 1982 أعلنت مصر عن خلاف مع إسرائيل حول العلامات الحدودية الـ13، مؤكدة تمسكها بموقفها المدعوم بالوثائق الدولية والخرائط.
6- أعلنت إسرائيل في 13 يناير من عام 1986 موافقتها على اللجوء للتحكيم الذى تحددت شروطه.
7- تم التوقيع على الشروط بفندق مينا هاوس في 12 سبتمبر1986، وشمل الاتفاق مهمة المحكمة في تحديد مواقع النقاط وعلامات الحدود محل الخلاف.
8- في 29 سبتمبر عام 1988، أصدرت هيئة التحكيم التي عُقدت في جنيف بالإجماع حكمها التاريخي لصالح مصر بمصرية طابا خالصة.
9- تم حسم الموقف عن طريق اتفاق روما التنفيذي في 29 نوفمبر1988، بحضور الولايات المتحدة الأمريكية، حيث انتهى بحل المسائل المُعلقة والاتفاق على حلها نهائيًا.
10- انتهت قضية طابا برفع العلم المصرى فوق أراضيها عام 1989، بعد معركة سياسية ودبلوماسية استمرت لأكثر من 7 سنوات.