بينهم إيطاليان وآسيوي وأفريقي وأمريكي... من هم أبرز المرشحين لمنصب البابا بعد رحيل فرنسيس؟

منذ 3 ساعة 16

في انتظار مراسم الصلاة لراحة نفس البابا فرنسيس، تتجه الأنظار إلى حدث لا يقل أهميّة، وهو دخول مجمع الكرادلة اجتماعه السرّيّ لاختيار بابا جديد للفاتيكان.

ويتم تداول 9 أسماء لكرادلة من المرتقب أن يكون أحدهم هو البابا الجديد بعد فرنسيس الذي رحل عن 88 عامًا.

وتتنوع جنسيات وتجارب الكرادلة المتداولة أسماؤهم، وهنا نبذة عن كلٍّ منهم وفق ما نقلت وكالة رويترز:

الكاردينال بيترو بارولين، إيطالي، دبلوماسي في الفاتيكان، 70 عامًا

من أبرز الأسماء المرشّحة، ويُعدُّ بارولين مرشحًا توافقيًا بين التقدميّين والمحافظين. يشبه منصبه إلى حد كبير منصب رئيس الوزراء، حيث يوصف سكرتير الدولة بأنّه "البابا المساعد" لأنه يحتل المرتبة الثانية بعد الحبر الأعظم في هيكل الفاتيكان.

كان دبلوماسيًا في الكنيسة معظم حياته، وخدم كسكرتير دولة للبابا فرنسيس منذ عام 2013، وهو العام الذي تم فيه انتخاب فرانسيس.

خدم سابقًا كنائب لوزير الخارجية في عهد البابا بنيدكتوس السادس عشر، الذي عيّنه في عام 2009 سفيرًا بابويًا في فنزويلا، حيث دافع عن الكنيسة ضد محاولات الرئيس هوغو تشافيز لإضعافها.

كما يُعتبر المهندس الأساسي للتقارب الفاتيكانيّ مع الصين وفيتنام. وخلافا لفرنسيس وصف بارولين قوننة زواج المثليين بأنه "هزيمة للبشرية"، غير أنّه لم يكن من الذين يشاركون في "حروب الثقافة" داخل الكنيسة، حول قضايا كالإجهاض وحقوق المثليين.

هادئ الطباع، وإذا تم انتخابه، ستعود البابوية إلى الإيطاليين بعد ثلاثة باباوات غير إيطاليين: يوحنا بولس الثاني من بولندا، بنديكت من ألمانيا، وفرانسيس من الأرجنتين.

جان مارك أفيلين، رئيس أساقفة مرسيليا، فرنسي، 66 عاما

ولد في الجزائر لعائلة من المهاجرين الإسبان الذين انتقلوا إلى فرنسا بعد استقلال الجزائر، وعاش معظم حياته في مرسيليا الفرنسية. يلقّب في بعض الدوائر الكاثوليكية الفرنسية بـ"يوحنا الرابع والعشرون"، في إشارة إلى تشابهه مع البابا يوحنا الثالث والعشرين، البابا الإصلاحي في أوائل الستينيات.

ويشتهر بشخصية ودودة وسهلة في التعامل، كما أنّه يعدّ من القريبين للبابا الراحل فرنسيس على المستوى الفكري، ولا سيّما في قضايا الهجرة والعلاقات مع العالم الإسلامي. وقد أصبح كاردينالًا عام 2022.

الكاردينال بيتر إردو، هنغاريّ، 72 عاما

يعدُّ من المحافظين الوسطيّين الذين بنوا جسور التواصل مع الكرادلة "التقدميّين" كالبابا فرنسيس. كما أنّه يُعتبر محافظًا في اللاهوت، ويؤكد في خطاباته داخل أوروبا على جذورها المسيحيّة.

ومن أبرز مواقفه مخالفة دعوة البابا فرنسيس عام 2015 لاستقبال اللاجئين في الكنائس، واصفًا ذلك بأنّه "تهريب للبشر".

من الخبراء في قانون الكنيسة، ويتحدث اللغات الإيطالية والألمانية والفرنسية والإسبانية والروسية بطلاقة – مما قد يساعده في تحسين العلاقات بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الأرثوذكسية الروسية بعد التوترات التي أنتجتها الحرب الروسية الشاملة على أوكرانيا.

الكاردينال ماريو غريش، الأمين العام لسينودس الأساقفة، مالطي، 68 عاما

تعود أصوله إلى جزيرة غوزو، وهي جزء من مالطا أصغر دول الاتحاد الأوروبي. وقد عينه البابا فرنسيس ليكون الأمين العام لسينودس الأساقفة، وهو منصب رفيع في الفاتيكان.

مع مرور السنوات تبدّل الانطباع السائد عنه. فبعدما كان يُنظر إليه كمحافظ، تغيّر الأداء ليصبح من أبرز من نادوا بأفكار البابا فرنسيس في أروقة الكنيسة.

ومن أبرز مواقفه دعواته عام 2014 للكنية إلى أن تكون أكثر تقبّلًا لأبنائها من مجتمع الميم، ولأن تكون مبدعةً في إيجاد حلول لأزمات الأسرة المعاصرة.

الكاردينال خوان خوسيه أوميلا، رئيس أساقفة برشلونة، إسباني، 79 عاما

على غرار البابا فرنسيس موصوف بالتواضع وطيب القلب، ويعيش حياة بسيطة رغم منصبه الرفيع، وقد كرّس حياته، بحسب رويترز، للكنسية الرعوية، وتعزيز العدالة الاجتماعية، وتجسيد رؤية كاثوليكية رحيمة وشاملة.

ولد عام 1946 في قرية كريتاس في شمال شرق إسبانيا. بعد رسامته عام 1970، خدم ككاهن في عدد من الرعايا الإسبانية وقضى عامًا كمرسل في الكونغو الديمقراطية.

وبين عامي 1999 و2015، عمل بكثافة مع جمعية "مانوس أونيداس" الإسبانية، التي تكافح المجاعة والمرض والفقر في العالم النامي.

عام 2015 أصبح رئيس أساقفة برشلونة، وبعدها بعام واحد فقط، منحه فرنسيس القبعة الكاردينالية الحمراء. وفي عام 2023، دعا البابا فرنسيس أوميلا للانضمام إلى مجلسه الاستشاري، المكوّن من 9 كرادلة لتقديم المشورة له بشأن قضايا الحكم.

الكاردينال لويس أنطونيو جوكيم تاغلي، فيلبيني، 67 عامًا

يُطلق عليه لقب "فرنسيس الآسيوي" بسبب قناعاته والتزامه بالعدالة الاجتماعية. وإذا تم انتخابه، فسيكون أول بابا من قارة آسيا.

معروف بلقبه المحبب "تشيتو" – ويمتلك كل المؤهلات التي قد تجعله بابا.

البابا بنديكت عيّنه كاردينالاً في 2012.

عام 2019 نقله الباب فرنسيس تاغلي من مانيلا، وعيّنه رئيسًا لقسم الإرساليات في الكنيسة. ويتحدث الإيطالية والإنجليزية بطلاقة.

بين عامي 2015 و2022، ترأس تاغلي "كاريتاس الدولية"، وهي اتحاد يضم أكثر من 160 منظمة كاثوليكية للإغاثة والخدمة الاجتماعية والتنمية حول العالم.

في عام 2022، أقال البابا فرنسيس جميع قيادة كاريتاس الدولية بعد اتهامات بالتنمر وإهانة الموظفين، وعيّن مفوضًا لإدارتها. وكان تاغلي قد أُبعد أيضًا عن منصبه، رغم أنه لم يكن مشاركًا في الإدارة اليومية التي كانت تحت إشراف مدير عام علماني.

الكاردينال جوزيف توبين، رئيس أساقفة نيوآرك، نيوجيرسي، أميركي، 72 عامًا

كان قائدًا عالميًا سابقًا لإحدى الرهبانيات الكاثوليكية الكبرى المعروفة باسم "الرديمبتوريست"، وقضى وقتًا في عدة دول ويتقن اللغات الإيطالية والإسبانية والفرنسية والبرتغالية. كما أنه يتمتع بخبرة في دوائر الفاتيكان وفي المناصب الكنسية العليا داخل الولايات المتحدة.

خدم في الفاتيكان كنائب رئيس أحد المكاتب بين 2009 و2012، ثم عيّنه البابا بنديكت رئيسًا لأساقفة إنديانابوليس. وفي 2016، رقّاه البابا فرنسيس إلى رتبة كاردينال، ثم جعله رئيسًا لأساقفة نيوآرك.

في هذا المنصب، واجه توبين واحدة من أكبر فضائح الكنيسة الكاثوليكية في السنوات الأخيرة، بعد أن تم تجريد الكاردينال السابق تيودور مكاريك – أحد أسلافه – من الكهنوت بسبب اتهامات بالاعتداء الجنسي على الإكليريكيين.

نال توبين إشادة لطريقة تعامله مع الأزمة، بما في ذلك قراره بنشر تسويات مالية سرية أبرمتها الأبرشية مع ضحايا مكاريك.

صرّح بأنه يتعافى من إدمان الكحول، وهو معروف بموقفه المتسامح تجاه المثليين.

الكاردينال بيتر كودوو أبياه توركسون، غاني، مسؤول فاتيكاني، 76 عامًا

من بلدة إفريقية صغيرة، صعد الكاردينال بيتر توركسون ليشغل مناصب بارزة في الكنيسة، ما يجعله مرشحًا جادًا ليكون أول بابا من أفريقيا جنوب الصحراء.

يجمع بين خبرة رعوية طويلة في خدمة التجمعات في غانا، وتجربة عملية في إدارة عدة هيئات فاتيكانية، ومن المعروف عنه امتلاكه مهارات تواصلية قوية.

نشأ في واحدة من أكثر المناطق ديناميكية للكنيسة، في وقت تواجه فيه الكاثوليكية صعوبة في قلب أوروبا العلمانية، ما يعزز من مكانته كمرشح عالمي.

درس في معاهد كهنوتية في غانا ونيويورك، ورُسم كاهنًا عام 1975، ثم عاد ليُدرّس في معهد كهنوتي غاني، وتابع دراسات متقدمة في الكتاب المقدس في روما. عام 2003 أصبح أول كاردينال في تاريخ غانا، قبل أن يصبح عام 2009 رئيسًا لـ"مجلس العدالة والسلام البابوي" الذي يروّج للعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان والسلام العالمي.

هو من أقرب مستشاري البابا في قضايا مثل التغير المناخي، ولافتًا للأنظار من خلال مشاركته في مؤتمرات دولية مثل "دافوس".

ماتيو ماريا زوبي، إيطالي، رئيس أساقفة بولونيا، 69 عامًا

عام 2015 وصفته الصحافة الإيطالية بـ"برغوليو الإيطالي" نسبة إلى البابا فرنسيس (خورخي ماريو برغوليو)، لتشابه التوجهات بينهما.

يُعرف زوبي بأنه "كاهن الشارع"، ويركّز على قضايا المهاجرين والفقراء، ولا يكترث كثيرا للمظاهر أو البروتوكولات. يُفضل أن يُنادى بـ"الأب ماتيو"، ويستقل دراجة هوائية أحيانًا بدلاً من السيارة الرسمية.

أثار زوبي الجدل ذات مرة حين تم تقديم "تورتيليني" خالية من لحم الخنزير في مناسبة دينية، احترامًا للمسلمين. واعتبر هذه المبادرة "تصرفًا طبيعيًا من الاحترام والمجاملة".

قد ينظر إليه المحافظون بالريبة والشك، ومن الأمور التي تؤخذ عليه بطء الكنيسة الكاثوليكية الإيطالية التي يترأسها منذ عام 2022 في التحقيق والتعامل مع قضايا الانتهاكات الجنسية.

مثّل البابا فرنسيس في جهود دبلوماسية، ولا سيما بشأن الحرب الروسية الشاملة على أوكرانيا، حيث ركّز على مبادرات إعادة الأطفال الذين تتّهم أوكرانيا روسيا بترحيلهم إلى أراضيها.

عاش في كنف عائلة "فاتيكانيّة" حيث كان والده إنريكو محرر الملحق الأسبوعي لصحيفة الفاتيكان الرسمية "لوسيرفاتوري رومانو"، وعم والدته كارلو كونفالونييري كان أيضًا كاردينالاً.