بقلم: يورونيوز • آخر تحديث: 01/11/2022 - 11:02
بولسونارو خلال الحملة الانتخابية - حقوق النشر BRUNA PRADO/AFP
يواصل الرئيس اليميني المتطرّف جايير بولسونارو لزوم الصمت بعد أكثر من 24 ساعة على خسارته أمام لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الذي تلقّى مكالمات كثيرة من القادة الأجانب الذين هنّأوه على انتخابه رئيسا للبرازيل.
وفي الوقت الذي يخشى فيه معسكر لولا من رفض الرئيس المنتهية ولايته الاعتراف بالهزيمة، مع ما سيحمله ذلك من تداعيات وخيمة على أكبر اقتصاد في أميركا اللاتينية، يقطع مناصرو بولسونارو طرقا سريعة في كلّ أنحاء البلاد.
في برازيليا، جرى تعزيز الأمن "وقائياً" قرب ساحة السلطات الثلاث التي تضم القصر الرئاسي والمحكمة العليا والبرلمان، تحسّباً لاحتمال وصول متظاهرين مؤيّدين لبولسونارو. بعد خسارته بفارق ضئيل أمام لولا الأحد (50.9 في المائة -49.1 في المائة)، عزل الرئيس الذي يسلم السلطة في الأول من كانون الثاني/يناير، نفسه في مقر إقامته الرسمي في ألفورادا في برازيليا.
وتوجّه صباح الاثنين إلى المقر الرئاسي في قصر بلانالتو، ثم عاد بعد الظهر إلى مقرّ إقامته من دون أن يدلي بأيّ تصريح، حسبما أفاد أحد مصوّري وكالة فرانس برس.
ويذكّر هذا الصمت المطبق الذي قال لولا إنّه "قلق بشأنه" مساء الأحد، الكثير من البرازيليين بأنّ جايير بولسونارو هدّد مراراً بعدم الاعتراف بحكم صندوق الاقتراع إذا خسر.
وكان لولا الذي توقّع بروز صعوبات، أعرب عن الأمل في "أن تكون الحكومة (المنتهية ولايتها) تتمتّع بحس متحضّر لتفهّم أنه من الضروري أن تتم عملية نقل السلطات بشكل جيد".
وانعكس جو عدم اليقين هذا في تقلّبات بورصة ساو باولو، أول مركز مالي في أميركا اللاتينية، والتي أغلقت على ارتفاع بنسبة 1.36 في المائة بعدما فتحت على تراجع. وارتفع الريال البرازيلي أكثر من 2 في المائة في مقابل الدولار.
وقال إيزيكياس، سائق شاحنة يبلغ من العمر 40 عاماً لم يرِد ذكر اسمه كاملاً، لوكالة فرانس برس، إنّ بولسونارو "خُلع عن عرشه بالقوة، وسنعيده إلى السلطة بالقوة التي لدينا، نحن مجموعة سائقي الشاحنات".
وكان هذا الأخير يشارك الاثنين في إغلاق الطريق السريع بين ريو دي جانيرو وساو باولو، العاصمة الاقتصادية، في بارا مانسا (جنوب شرق)، من دون أن يكون من الممكن معرفة ما إذا كانت هذه الحركة عفوية أم منسّقة.
وبدأت الفترة الانتقالية بطريقة متوترة، في الوقت الذي قطع فيه سائقو الشاحنات والمتظاهرون المؤيدون لبولسونارو طرقا سريعة في 11 ولاية على الأقل في البلاد، كما أحرقوا الإطارات وركنوا مركبات في وسط الطريق لتعطيل حركة المرور.
وارتدى المتظاهرون لوني العلم البرازيلي الأصفر والأخضر، كما لوّحوا بلافتات مؤيّدة لبولسونارو وغنّوا النشيد الوطني، قبل أن تفرّقهم السلطات تدريجياً في مناطق معيّنة.
ومساء الإثنين، أمر القاضي في المحكمة العليا ألكسندر دي مورايش الشرطة برفع الحواجز التي تقطع الطرق، في استجابة لطلب من اتحاد النقل الذي اشتكى من أنّ الأمر يضرّ بأعمالهم.
من جهته، صرّح رئيس شرطة المرور كريستيانو فاسكونسيكلوس لإذاعة "سي بي إن" أنّه تمّ نصب حواجز على الطرق "في جميع أنحاء البرازيل". وأضاف أنّ سلطات إنفاذ القانون أزالت بعضاً منها، لكنّه حذّر من أنّ المهمّة صعبة، إذ "نزيل واحداً منها، فيتشكّل آخر"، على حدّ تعبيره.
لكن مستشارين في "مجموعة أوراسيا" أشاروا إلى أنه "في حين أنّ احتمال حصول احتجاجات على المدى القصير عالية، إلاّ أنّ احتمال حدوث أزمة مؤسّسية خطرة تبقى منخفضة للغاية".
وقوبل فوز لولا بسيل من الرسائل من قادة أجانب، من واشنطن ولندن وباريس وبكين وموسكو ونيودلهي وبوينس آيريس إلى المفوضية الأوروبية. كذلك أعرب كثيرون عن تطلّعهم لإعادة العلاقات القوية والمثمرة مع برازيليا، بعد أربع سنوات من العزلة الدبلوماسية في ظل حكم جايير بولسونارو.
كذلك، انتهز عدد من القادة الفرصة لتذكير لولا بأولوية مسألة حماية الأمازون لمستقبل الكوكب، في الوقت الذي حطّمت فيه إزالة الغابات الأرقام القياسية منذ العام 2019.
وكانت النرويج التي تعدّ المموّل الرئيسي لحماية أكبر غابة استوائية في العالم، قد أعلنت عن تعليق تمويلها منذ العام 2019. ولكن ردّاً على فوز لولا، أعلنت الإثنين عزمها استئناف تقديم مساعداتها المالية للتصدّي لإزالة غابات الأمازون التي جُمّدت في عهد الرئيس جايير بولسونارو.
وقال لولا "البرازيل مستعدة لاستعادة زعامتها في مكافحة أزمة المناخ (...) البرازيل بحاجة كما كوكب الأرض إلى منطقة الأمازون النابضة بالحياة".
ويبقى على حكومة لولا أيضاً تخصيص الموارد مجدداً للمنظمات التي تراقب إزالة الغابات في منطقة الأمازون التي أضعفها بشدة خفض الائتمان وإفلات المهربين التام من العقاب.