أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الجمعة، مقتل عبد الله مكي مصلح الرفيعي، أحد أبرز قادة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، في عملية نفذتها الاستخبارات العراقية بدعم من قوات التحالف الدولي.
ووصف السوداني الرفيعي، المعروف باسم "أبو خديجة"، بأنه "من أخطر الإرهابيين في العراق والعالم"، مشيرًا إلى أنه كان يشغل منصب "والي التنظيم" على مناطق نفوذه في العراق وسوريا.
وكشف نائب قائد العمليات المشتركة الفريق أول الركن قيس المحمدي أن الرفيعي تمكن من الإفلات من عمليات أمنية سابقة، لكن فريق الاستخبارات العراقي نجح في تعقب تحركاته وشبكة شركائه في كركوك، ما قاد إلى تنفيذ الضربة الناجحة التي أودت بحياته.
وخلال مؤتمر صحفي، أوضح المتحدث أن العام الحالي شهد "تعاونًا استثنائيًا" بين الأجهزة الأمنية العراقية ونظيرتها الكردية، مشيرًا إلى أن تبادل المعلومات الاستخباراتية كان حاسمًا في تفكيك التنظيم. وأضاف المحمدي أن عملية مقتل الرفيعي تمثل "ضربة كبيرة لقدرات التنظيم في العراق وسوريا".
من جانبه، اعتبر وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين أن العراق وسوريا يواجهان تحديات أمنية مشتركة، وعلى رأسها خطر تنظيم الدولة الإسلامية "داعش". وأوضح أن المباحثات الأخيرة تناولت بالتفصيل تحركات التنظيم في المناطق الحدودية بين البلدين، بالإضافة إلى نشاطه داخل الأراضي السورية والعراقية.
وأشار حسين إلى تشكيل غرفة عمليات مشتركة تضم كلًا من العراق وسوريا وتركيا والأردن ولبنان، تم الاتفاق عليها خلال اجتماع عُقد مؤخرًا في العاصمة الأردنية عمّان، بهدف تعزيز التعاون الأمني في مواجهة التنظيم. وأضاف أن هذه الغرفة ستبدأ عملها قريبًا، ضمن جهود إقليمية مكثفة لمحاربة الإرهاب وضمان استقرار المنطقة.
إقليم كردستان ينتقد تجاهل دوره في العملية
أثار هذا الإعلان انتقادات من مجلس أمن إقليم كردستان العراق، الذي أعرب عن استيائه من عدم الاعتراف بدوره المحوري في تنفيذ العملية. وأوضح المجلس أن مقتل الرفيعي جاء بعد "سنوات من التحقيقات وجمع المعلومات الاستخباراتية من قبل مجلس أمن إقليم كردستان، بالتنسيق مع التحالف الدولي والقوات الاتحادية العراقية".
وأضاف في بيان: "كانت قواتنا جزءًا لا يتجزأ من هذه العملية، ولولا جهودنا لما تحقق هذا الإنجاز الكبير".
واعتبر أن تجاهل دورهم في العملية قد يهدد مستقبل التعاون الأمني بين القوات الإقليمية والفيدرالية، مضيفًا: "لقد كنا عاملا أساسيا في الحرب ضد داعش، ونتوقع أن يتم الاعتراف بمساهماتنا".
وكان السوداني قد نشر بيانًا على منصة "إكس"، أكد فيه أن العملية تمثل "انتصارًا رئيسيًا في الحرب على الإرهاب"، لكنه لم يذكر تفاصيل حول توقيتها أو موقع تنفيذها، مكتفيًا بالإشارة إلى أن الاستخبارات العراقية نفذتها بمساندة التحالف الدولي.