بن غفير يصعّد ويبدي رغبة في بناء كنيس يهودي داخل باحات الأقصى وسط صمت عربي مطبق

منذ 2 أشهر 49

بعد اقتحامه المسجد الأقصى، في مشهد استفزازي للمسلمين، أثارت تصريحات وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، اليوم الإثنين، لإذاعة الجيش موجة من الاستنكار في الأوساط الإسرائيلية. فقد صرح اليميني المتطرف برغبة إقامة كنيس في المسجد الأقصى، رغم الأوضاع الحساسة التي تمر بها البلاد.

تعرض بن غفير لانتقادات واسعة من جميع الأطياف السياسية، بما في ذلك من جهات في الائتلاف الحاكم. فقد دعا وزير الداخلية موشيه أربيل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى اتخاذ إجراءات فورية لوضع حد لبن غفير، مشيرًا إلى أن تصريحاته "عديمة المسؤولية تشكل خطرًا على التحالفات الاستراتيجية لإسرائيل مع الدول الإسلامية". وأضاف أربيل أن استهتار بن غفير "قد يؤدي إلى سفك دماء". رغم ذلك، فإن الدول الإسلامية التي يخشى أربيل غضبها سبق أن "رفعت سقف ردود الفعل" بإصدار بيانات استنكارية "تدين بأشد اللهجة" اقتحام جماعات اليمين المتطرف للأقصى الأسبوع الماضي.

من جانبه، علق رئيس المعارضة يائير لبيد على الوضع، قائلًا إن "المنطقة كلها ترى ضعف نتنياهو في مواجهة بن غفير"، وأن الأول غير قادر "على السيطرة على الحكومة حتى في مواجهة محاولة واضحة لتقويض أمننا القومي"، مضيفًا "لا توجد سياسة، ولا استراتيجية، ولا حكومة في الواقع".

كما انتقد رئيس كتلة "المعسكر الوطني" بيني غانتس تصريحات بن غفير قائلًا: "لا يتوقع أحد شيئًا من الوزير بن غفير أو من رئيس الحكومة الذي يسمح لشخص مريض بإشعال النيران "والتاريخ سيحكم عليكم لأنكم كنتم جزءًا من هذه الحملة الخطيرة".

بدوره، ربط وزير الدفاع يوآف غالانت تصريحات وزير الأمن القومي بالمشهد السياسي والعسكري الكامل، قائلًا: "تغيير الوضع الراهن في الحرم الشريف هو تصرف خطير وغير ضروري وغير مسؤول. تصرفات بن غفير تعرض الأمن الوطني لدولة إسرائيل ومكانتها الدولية للخطر. فالعملية التي نفذها الجيش الإسرائيلي أمس لوقف هجوم حزب الله عززت دولة إسرائيل، بينما تصريحات بن غفير تضعفنا".

وفي وقت سابق، قامت القوات الإسرائيلية بالاعتداء على الفلسطينيين المسلمين في حرم المسجد الأقصى، في محاولة لتوفير مساحة لمجموعات من اليهود المتطرفين المعروفة بـ "جماعات جبل الهيكل" للدخول إلى الموقع تحت حماية الشرطة، وكان بن غفير يرافقها.

صمت عربي مطبق

ولم تصدر الأردن حتى الآن تعليقًا على تصريحات الوزير المتطرف، رغم أن الأوقاف الأردنية هي المسؤولة عن إدارة الأمن والإدارة داخل الحرم. وفي وقت سابق، اكتفت جامعة الدول العربية، بالإضافة إلى قطر والسعودية ومصر والأردن، بإصدار بيانات استنكارية تدين اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى، والذي وصفوه بأنه "استفزازي".