كان من المتوقع أن تنتقل الجولة الجديدة من المفاوضات إلى القاهرة مع تزايد الضغوط الناتجة عن احتمالية نشوء حرب واسعة، وبعد ظهور "بوادر" على فشل الجولة الأولى التي عُقدت في الدوحة. ولكن، رغم مساعي الوسطاء لإثبات أن المحادثات كانت "بناءة"، بات جليًا أن العقبات كثيرة أمام الطرفين.
في هذا السياق، حذر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن صباح اليوم الإثنين، خلال لقائه مع الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ، من أن هذه المفاوضات "قد تكون الفرصة الأخيرة لإعادة الأسرى وتحقيق تسوية لوقف إطلاق النار". وقال بلينكن: "هذه لحظة حاسمة". وبحسب ما نشرته القناة الإسرائيلية 13، لا يزال نتنياهو متمسكًا بشروطه "الصعبة"، فقد حثه فريق التفاوض على إظهار المزيد من المرونة لتحقيق التقدم. غير أن نتنياهو أكد أن "القرار النهائي يعود له وحده"، قائلًا: "هذا قرار سياسي وليس أمني، وسأقرر هذا الأمر".
الحماس: المقترح الأميركي يتماهى مع شروط نتنياهو
من جهتها أعلنت حماس عن "عدم جدية" المفاوضات، مشيرة إلى أنها تحاول "إذعانها" لشروط نتنياهو. فقد أصدرت الحركة تصريحًا صحفيًا مساء الأحد أكدت فيه أنها تعاملت "بكل مسؤولية" مع الجهود المصرية والقطرية وكل المقترحات الهادفة إلى وقف إطلاق النار في غزة، مشيرة إلى أنها "رحبت بإعلان الرئيس الأميركي جو بايدن وتجاوبت مع مقترحات الوسطاء في شهر تموز/يوليو". ومع ذلك، وبعد اطلاعها على مجريات جولة المباحثات الأخيرة، قالت الحركة إن المفاوضات لا تزال "تدور في حلقة مفرغة" بسبب مماطلة نتنياهو، الذي اتهمته بوضع المزيد من الشروط والعقبات أمام التوصل إلى اتفاق يخدم استراتيجيته "لكسب الوقت وإطالة أمد العدوان".
وأشارت حماس في بيانها إلى أن المقترح الجديد "يستجيب لشروط نتنياهو ويتماهى معها"، خصوصًا فيما يتعلق برفضه وقفًا دائمًا لإطلاق النار في غزة، وإصراره على "السيطرة على معبر رفح وممر فيلادلفيا"، بالإضافة إلى وضع شروط جديدة لتبادل الأسرى، وهو ما يعوق إنجاز الصفقة. وحمل البيان نتنياهو كامل المسؤولية عن إفشال جهود الوسطاء ومصير الأسرى الإسرائيليين.