بكين: سفينة فلبينية تتصادم عمدا مع أخرى صينية في بحر الصين الجنوبي

منذ 3 أشهر 47

اصطدمت سفينتان، واحدة تابعة لخفر السواحل الصيني والأخرى للخفر الفلبيني، في حادث وقع صباح يوم الاثنين في منطقة بحرية متنازع عليها، مما أسفر عن أضرار بسفينتين على الأقل. وقد وقع التصادم بالقرب من سابينا شول، وهي جزيرة مرجانية تتنازع عليها عدة دول، بما في ذلك فيتنام وتايوان.

وتبادل الجانبان الاتهامات بشأن المسؤولية عن الحادث. فقد اتهم خفر السواحل الصيني السفن الفلبينية بالتعمد في الاصطدام  وقال في بيان على موقعه الإلكتروني إن سفينتين تابعتين لخفر السواحل الفلبيني دخلتا المياه بالقرب من جزر سبراتلي المتنازع عليها ، متجاهلة تحذيرات خفر السواحل الصيني واصطدمتا عمدًا بإحدى القوارب الصينية في الساعة 3:24 صباحًا.

وحمّل المتحدث باسم خفر السواحل الصيني، غان يو، "الجانب الفلبيني المسؤولية الكاملة عن التصادم"، محذرًا من أن الاستفزازات ستؤدي إلى عواقب وخيمة.

من جهة أخرى، رد جوناثان مالايا، مساعد المدير العام لمجلس الأمن القومي الفلبيني، متهمًا خفر السواحل الصيني بتقديم معلومات مضللة حول الحادث. وأكد أن مقاطع الفيديو والصور التي تم التقاطها، بما في ذلك تلك التي وثقتها وسائل الإعلام الأمريكية، تظهر أن السفن الصينية هي التي تسببت في الاصطدام، وأضاف بأن السفنتين الفلبينية تعرضتا لمناورات عدوانية من قبل السفن الصينية أثناء توجههما إلى جزيرتي باتاغ ولاواك. وأكد البيان أن هذه المناورات أسفرت عن أضرار هيكلية للسفينتين.

أضرار هيكلية بالسفن الفليبينية

وقد عبّر الكومودور جاي تاريلا من خفر السواحل الفلبيني خلال مؤتمر صحفي عن قلقه الشديد، حيث وصف الحادث بأنه "أكبر ضرر هيكلي تكبدناه نتيجة المناورات الخطيرة التي قام بها خفر السواحل الصيني". وأكد فريق العمل الفلبيني التزامه الثابت بحماية سلامة وأمن المياه الإقليمية، مشددًا على التصدي لأي تهديدات لمصالح البلاد الوطنية.

من جانب آخر، صرح غان، المتحدث باسم خفر السواحل الصيني، أن الصين تعتبر أن لها "سيادة لا جدال فيها" على جزر سبراتلي، المعروفة بالصينية باسم جزر نانشا، بما في ذلك جزيرة سابينا شوال والمياه المحيطة بها. وأوضح في بيان منفصل أن سفينة فلبينية تم إبعادها عن سابينا شوال دخلت المياه بالقرب من مضيق توماس الثاني المتنازع عليه، متجاهلة تحذيرات خفر السواحل الصيني، مما استدعى اتخاذ إجراءات رقابية ضدها وفقًا للقوانين المعمول بها.

وفي سياق متصل، ألقت وزارة الخارجية الصينية باللوم على الفلبين في الحادث، حيث قال المتحدث باسم الوزارة، ماو نينغ، في مؤتمر صحفي: "لم يتجاهلوا فقط تحذيرات خفر السواحل الصيني، بل تعمدوا الاصطدام بسفننا التي كانت تقوم بعمليات إنفاذ للقانون بطريقة خطيرة".

تجدر الإشارة إلى أن سابينا شوال، التي تقع على بعد حوالي 140 كيلومترًا غرب جزيرة بالاوان الفلبينية، أصبحت نقطة اشتعال جديدة في النزاعات الإقليمية بين الصين والفلبين.

تقع سابينا بالقرب من شول توماس الثانية، التي تحتلها الفلبين، والتي شهدت مواجهات متزايدة بين سفن خفر السواحل الصينية والفلبينية منذ العام الماضي. وقد توصلت الصين والفلبين إلى اتفاق الشهر الماضي يهدف إلى تقليل المواجهات

الولايات المتحدة تدين المناورات الصينية

وفيما عبرت مالايا عن خيبة أملها، قائلة: "نشعر بخيبة أمل مرة أخرى. على الرغم من هذا التفاهم الأولي الذي كنا نأمل أن يكون بداية جديدة في العلاقات بين الفلبين والصين، إلا أننا شهدنا حادثاً آخر".

فلقد، أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو، عن أمله في أن تلتزم الفلبين بوعودها وأن تتعامل بجدية مع الاتفاق المبدئي، مشدداً على ضرورة عدم اتخاذ أي إجراءات قد تعقد الوضع، حتى تتمكن الدولتان من إدارة الوضع البحري معاً.

وفي سياق متصل، أكدت السفيرة الأمريكية ماري كاي كارلسون عبر منصة التواصل الاجتماعي X دعم الولايات المتحدة للفلبين في إدانة المناورات الخطيرة لخفر السواحل الصيني بالقرب من سابينا شوال، والتي عرضت الأرواح للخطر وألحقت أضراراً بالسفن الفلبينية. وأضافت أن الولايات المتحدة ملتزمة بدعم حقوق أصدقائها وشركائها بموجب القانون الدولي.

تجدر الإشارة إلى أن قرارا تحكيميا أصدرته محكمة تابعة للأمم المتحدة في عام 2016 قد أبطل مزاعم بكين في بحر الصين الجنوبي، إلا أن الصين ورفضت الحكم لعدم مشاركتها في الإجراءات.