أوضح الدكتور مصطفى البرغوثي، عضو البرلمان الفلسطيني وزعيم المبادرة الوطنية الفلسطينية، في مقابلة مع مذيعة CNN كريستيان أمانبور، 3 نقاط لمواجهة خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غزة، وسلط الضوء على أهمية صمود الشعب الفلسطيني وعدم الاستسلام أمام "العمل الإجرامي الرهيب"، على حد تعبيره.
كريستيان أمانبور: الدكتور البرغوثي، أنت تعلم أن الولايات المتحدة وإسرائيل لا تقبلان كلمة "إبادة جماعية" فيما يتعلق بغزة. ولكن اليمين الإسرائيلي والمستوطنين، كما تعلم، في غاية النشوة، كما كانوا يقولون. قال الوزير السابق بن غفير إنه قد يعود إلى الائتلاف بشأن هذا الأمر إذا تم تنفيذ خطة ترامب، ونشر تغريدة كتب فيها: "عندما قلت هذا مرارًا وتكرارًا أثناء الحرب، إن هذا هو الحل لمشكلة غزة، سخروا مني. الآن، من الواضح أن هذا هو الحل الوحيد لمشكلة غزة. هذه هي الاستراتيجية لليوم التالي". لذلك يشعرون أنهم منتصرون. سؤالي لك هو: ما الذي سيوقف هذا؟
مصطفى البرغوثي: الأمر المحزن هنا، كريستيان، هو أن الطيف السياسي الإسرائيلي بأكمله، من الأحزاب الحاكمة إلى المعارضة المزعومة، رحبوا جميعًا بما قاله ترامب. هذه ظاهرة خطيرة للغاية. هذا يُظهِر أنه - ليس الحكومة الإسرائيلية فقط - بل إن جزءًا كبيرًا من المجتمع الإسرائيلي قد انتقل إلى الفاشية. لم أقرأ عن أو أشاهد هذا النوع من السلوك من قبل، باستثناء ما حدث ربما في ألمانيا أثناء النازية والفاشيين هناك. هذا تطور خطير للغاية، ليس للفلسطينيين فقط، بل لمستقبل الإسرائيليين أنفسهم. وهذا النوع من الميل - حيث يقبلون جميعًا جريمة حرب بالتطهير العرقي ويشجعونها… أين ذهب كل هذا الحديث عن السلام والبقاء والتعايش؟ إلى أين ذهب كل هذا؟ وإذا كان هذا هو السلوك الذي نشهده الآن من الغالبية العظمى من المجتمع الإسرائيلي، فماذا يتوقعون من الشعب الفلسطيني؟ هل يعتقدون أننا سوف نستسلم ببساطة؟ بالطبع لا. الأمر الذي يمكنه أن يوقف هذه الخطة هو 3 أشياء. أولاً، الصمود الفلسطيني والمقاومة لهذه الجريمة الحربية الرهيبة. ثانياً، يجب أن يكون هناك موقف عربي موحد، والذي نتوقع حدوثه. والآن نرى إدانة عالمية - أو على الأقل رفضًا - لهذا العمل الإجرامي الرهيب. هذه 3 عوامل مهمة للغاية.
كريستيان أمانبور: وأخيرًا، وسأطرح الأمر على الأمير السعودي تركي الفيصل بعد قليل، ولكنك تعلم أن الإسرائيليين سيرفضون الطريقة التي تصفهم بها. ومن المثير للاهتمام أن هناك عددًا لا بأس به من الإسرائيليين الذين سألتهم شبكة CNN اليوم في تل أبيب وأماكن أخرى، ولم يعجبهم هذا المشروع أيضًا، ولكنني لا أعرف رأي أغلب سكان البلاد. ولكن سؤالي لك الآن هو، هل تعتقد أن حل الدولتين قد مات؟
مصطفى البرغوثي: أعتقد أنهم قتلوا هذا الحل منذ فترة طويلة، ولكن السؤال هو ما هو البديل لحل الدولتين؟ بدون إزالة المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية، لا يمكننا أن نرى حل الدولتين. بدون إنهاء الاحتلال، لا يمكنك أن ترى دولة فلسطينية حقيقية. ولكن إذا لم يكن هناك حل الدولتين، فإن الحل الوحيد المتبقي هو دولة ديمقراطية واحدة بحقوق متساوية للجميع على كامل فلسطين التاريخية. إنهم لا يريدون ذلك، أعلم. إنهم يرفضون حل الدولتين. إنهم يرفضون حل الدولة الواحدة. ما هو حلهم بالضبط؟ التطهير العرقي الذي يدعو إليه الرئيس ترامب الآن. إنها لحظة مخزية وسوداء للغاية في التاريخ الأمريكي - بأن الرئيس الأمريكي، أعلى شخص في النظام، يدعو إلى ارتكاب جريمة حرب، وهو أمر لم يحدث من قبل، وهو أمر مخز حقًا، وآمل أن تتمكن المؤسسة الأمريكية من تصحيح نفسها في هذا الشأن، وإجبار الرئيس ترامب على التراجع عن هذه الأفكار الخطيرة.