بعد حماس وحزب الله.. الحوثيون يواصلون حفر الأنفاق وبناء المنشآت العسكرية تحت الأرض تحسبا لأي هجوم

منذ 6 أشهر 66

كشفت صور الأقمار الصناعية، التي استعرضها المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية عن قيام الحوثيين بحفر وبناء منشآت عسكرية كبيرة وجديدة تحت الأرض، وهذا يمكن أن يعزز قدرتهم على الدفاع في حال وقوع صراع في المستقبل.

وذكر التقرير، أن الجماعة التي تسيطر على معظم أنحاء البلاد وتضايق الشحن الدولي في البحر الأحمر منذ أن بدأت إسرائيل حربها على قطاع غزة، قامت بتوسيع كبير للمنشآت العسكرية تحت الأرض.

كما كشفت صور الأقمار الصناعية التي استعرضها المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية عن وجود مركبات تستخدم للإنشاءات في قاعدة الحفا العسكرية، ودار الرئاسة السابق، ومجمع التلفزيون اليمني في صنعاء، ومنشأه التخزين العسكرية بالقرب من "الدبر" فضلا عن مسارات جديدة لمركبات تؤدي إلى الأنفاق.

منشآت أكبر

استخدم الحوثيون في البداية الكهوف والأنفاق البسيطة كمكان للإختباء والهجوم، لكن فيما بعد بدأوا في استخدام منشآت أكبر وأكثر تطوراً تحت الأرض، بحسب ما كشف التقرير.

وتعود فترة البناء الرئيسية إلى أواخر العشرينيات، وتحديدا في عام 2004، عندما شرعت الجماعة في تجديد المرافق السرية تحت الأرض التي بُنيت في عهد الرئيس اليمني آنذاك علي عبد الله صالح.

وفي سبتمبر من ذلك العام، لقي زعيم جماعة الحوثيين الأول، حسين بدر الدين الحوثي، مصرعه على يد القوات اليمنية، وذلك خلال الصراع بين الحركة والحكومة اليمنية في محافظة صعدة.

وبعد رصد مكانه، حاصرت قوات الجيش اليمني الكهف الذي كان يختبئ فيه الحوثي، وقامت بصبّ البنزين عليه وإشعال النار فيه، مما أدى إلى مقتله وعدد من أتباعه. وبحسب مصادر حوثية، تمّ نقلُ مسؤولية قيادة الجماعة إلى شقيقه، عبد الملك الحوثي.

ومع ذلك، لم تكن جماعة الحوثيين أول من أدخل فكرة بناء المرافق تحت الأرض إلى اليمن. 

فقد قامت حكومة الرئيس اليمني السابق عبد الله صالح في(1978-2012) ببناء مرافق كبيرة تحت الأرض، بعضها مرتبط بالمنشآت العسكرية وآخر كان من المفترض أن يكون لحماية المسؤولين البارزين والشخصيات المهمة.

وبعد أن سيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء وأجزاء كبيرة من شمال اليمن في عامي 2014 و2015، بدأ تحالف بقيادة السعودية حملة جوية ضد الحوثيين وفصائل التحالف في مارس 2015. 

مع انطلاق تلك الحملة، اتخذت قوات التحالف المرافق العسكرية اليمنية السابقة التي تسيطر عليها جماعة الحوثيين أهدافًا رئيسية لغاراتها الجوية. وتركزت الضربات بشكل دقيق على مداخل العديد من المرافق السرية تحت الأرض التي تعود إلى عهد الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح.

منشآت كبيرة مرئية

اختارت جماعة الحوثي بناء منشآت كبيرة مرئية يمكن رؤيتها على صور الأقمار الصناعية على عكس حماس وحزب الله.

وتظهر صور الأقمار الصناعية ثلاثة مداخل لأنفاق واسعة تكفي لاستيعاب مركبات ثقيلة، وأكوام كبيرة من نفايات الحفر في الموقع.

في الأثناء يثير حجم المداخل، تساؤلات حول ما إذا كانت هذه المرافق تحت الأرض الحديثة يمكن استخدامها في نهاية المطاف لإخفاء جزء من ترسانة الصواريخ الاستراتيجية والطائرات بدون طيار لدى الحوثيين.