بعد أن أثار جدلا واسعا.. الحكومة اللبنانية تعود عن قرار تأخير العمل بالتوقيت الصيفي

منذ 1 سنة 182

بقلم:  يورونيوز  •  آخر تحديث: 27/03/2023 - 16:55

رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي

رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي   -  Copyright  أ ب

أعلنت الحكومة اللبنانية الإثنين، العودة عن قرارها تأخير العمل بالتوقيت الصيفي بعدما أثار جدلاً حاداً واتخذ منحى طائفياً في بلاد تنهكها الأزمات الاقتصادية والسياسية.

ويلتزم لبنان سنوياً بالتوقيت الصيفي العالمي الذي بدأ هذا العام منتصف ليل السبت الأحد، لكن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي قرّر الخميس تمديد العمل بالتوقيت الشتوي "استثنائياً" حتى ليل 20-21 نيسان/أبريل.

وأثار القرار جدلاً واسعاً في البلد المتعدّد الطوائف والأديان، واتخذ منحى طائفياً مع إعلان مؤسسات عدة، على رأسها الكنيسة المارونية ومؤسسات إعلامية ومدارس، رفض الإلتزام به. فأفاق لبنان الأحد على توقيتين، وبات السؤال الوحيد "كم الساعة؟".

وعلى وقع الأزمة التي تخللها انقسام داخل مجلس الوزراء، دعا ميقاتي إلى اجتماع حكومي على جدول أعماله فقط أزمة التوقيتين.

وإثر الاجتماع، أعلن ميقاتي أن قرر المجلس اعتماد التوقيت الصيفي على أن "يبدأ التوقيت الجديد منتصف ليل الاربعاء الخميس المقبل لأننا اضطررنا ان نأخذ فترة 48 لمعالجة بعض الأمور التقنية بموجب المذكرة السابقة".

وأوضح أن قراره السابق بتأجيل العمل بالتوقيت الصيفي "كان الهدف منه إراحة الصائمين خلال شهر رمضان لساعة من الزمن من دون أن يسبب ذلك أي ضرر لأي مكوّن لبناني آخر".

وتابع "فجأة، من خارج السياق الطبيعي والاداري البحت، اعتبر البعض القرار تحديا له وأعطاه بعدا لم أكن اتصوره يوما، لكني قطعًا لم اتخذ قرارًا ذا بعد طائفي أو مذهبي"، مشدداً على أنه "ما كان قرارٌ كهذا يستوجب كل هذه الردود الطائفية".

وإثر صدور القرار الخميس، أعلنت البطريركيّة المارونيّة عدم التزامها به، وعدمت إلى تأخير الساعة بحسب التوقيت الصيفي. وانتقدت اتخاذ القرار "من دون التشاور مع سائر المكوّنات اللبنانيّة، ومن دون أيّ اعتبار للمعايير الدوليّة".

كما أعلنت قنوات تلفزيونية عدة اعتماد التوقيت الصيفي، واختلف التوقيت بين شاشة وأخرى. ورفض كل من حزب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر المسيحيين القرار الحكومي.

وأعلنت شركة طيران الشرق الأوسط "تقديم مواعيد إقلاع كل الرحلات المغادرة من مطار رفيق الحريري الدولي ساعة واحدة"، بعدما كانت أصدرت بطاقات سفرها بحسب مواعيد التوقيت الصيفي العالمي.

وليس واضحاً ما اذا كانت شركة الطيران ستعيد تغيير المواعيد إثر قرار الحكومة الجديد الإثنين.

وانقسمت المدارس والجامعات بين من التزم بقرار الحكومة ومن آخر الساعة وفق للتوقيت الصيفي.

كما أعلنت مؤسسات أخرى، مطاعم وصالات رياضة وغيرها، التزامها من عدمه، حتى أن احدى الصالات الرياضية في بيروت أعلنت اعتمادها التوقيت الشتوي في المناطق ذات الغالبية المسلمة، والتوقيت الصيفي في المناطق ذات الغالبية المسيحية.

وبعد عزوف ميقاتي عن قراره السابق، علق أزاد قائلا : "نحن الذين اسقطنا مشروع اسلمة لبنان".

ونشرت الصحفية محاسن مرسل عبر حسابها الخاص في تويتر، صورة أرفقتها بالتعليق التالي: "في زمن التوقيتين. الأحد ٢٦ اذار ٢٠٢٣ .. صورة التقطها الزميل المصور الصحفي نبيل اسماعيل، تظهر ساعة الكنيسة الإنجيلية وسط بيروت تعتمد التوقيت الصيفي الجديد، وتقابلها ساعة السرايا الحكومية التي تعتمد التوقيت الشتوي!"

وسخر معلقون على وسائل التواصل الاجتماعي من الجدل المبالغ فيه ومن اتخاذه منحى طائفياً، معتبرين أنه غير مبرر خصوصاً في بلد أنهكته الأزمات.

وكتب فادي سباعي عبر تويتر: "وسط هستيريا القبائل الطائفية وفرز المسلم على التوقيت الشتوي والمسيحي على التوقيت الصيفي. لم أجد أجمل من صورة لبنان في أولادي الذين يقرأون القرآن ويصلون ويصومون شهر رمضان، وايضا يشاركون رفاقهم وأصدقائهم في مدرستهم الكاثوليكية تراتيل الميلاد وترنيمة مريم البكر في كنيسة مار شربل!"

ويشهد لبنان انهياراً اقتصادياً جعل من 80 في المئة من سكانه تحت خط الفقر، وفراغاً رئاسياً منذ نهاية تشرين الأول/أكتوبر جراء الانقسامات السياسية الحادة.

واعتبر ميقاتي في كلمته "لنكن واضحين ليست المشكلة ساعة شتوية أو صيفية تم تمديد العمل بها لأقل من شهر إنما المشكلة الفراغ في الموقع الأول في الجمهورية".

وأضاف "اليوم حللنا مشكلة واحدة لمواجهة الضخ الطائفي وإسكاته، لكنني اضع الجميع أمام مسؤولياتهم الوطنية في حماية السلم الأهلي والاقتصاد الوطني وعمل المرافق العامة".