بسبب حرب غزة ومخاوف أمنية.. اليهود التونسيون يقلصون رحلاتهم السنوية إلى الكنيس القديم

منذ 7 أشهر 61

يعتزم اليهود التونسيون، الذين ينظمون رحلة حج سنوية إلى أحد أقدم المعابد في العالم، تنظيم حدث مصغر الشهر المقبل، وذلك نظرًا لوجود مخاوف أمنية بعد وقوع حادث إطلاق نار مميت قبل أقل من عام.

عادة، يتوجه الآلاف من اليهود إلى جزيرة جربة في شمال إفريقيا للاحتفال بعيد لاك باعومر، حيث لا يزال يعيش 1500 يهودي في تونس.

إلا أن هذا العام، قرر المجتمع اليهودي أن تقتصر الاحتفالات على كنيس الغريبة الذي يعود تاريخه إلى القرن السادس والعشرين عوضا عن الفعاليات التي تُقام سنوياً على الجزيرة.

وقال بيريز الطرابلسي، رئيس الجالية اليهودية في الجزيرة: "أولئك الذين يأتون للزيارة مرحبا بهم ويمكنهم إقامة طقوس دينية، وإضاءة شمعة، داخل الكنيس".

ويأتي هذا القرار بعد مرور أكثر من سبعة أشهر على الحرب في غزة، والتي ترددت أصداؤها في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأدت إلى خروج مظاهرات حاشدة في مختلف أنحاء العالم من المغرب إلى العراق. 

وفي تونس، كانت معظم الاحتجاجات سلمية، لكن في أكتوبر/تشرين الأول، قام المتظاهرون بتدنيس كنيس يهودي في مدينة الحامة في البر الرئيسي.

وأرجع الطرابلسي قرار الحد من احتفالات لاك باعومر (احتفال يهودي)هذا العام إلى المخاوف الأمنية بشأن حادثة إطلاق النار وقعت قبل عام تقريبا. وقال إن المجتمع اليهودي لا يشعر بالتهديد، لكنه أشار إلى أن قادته شعروا بأنهم ملزمون بحمايته.

وأشاد بالسلطات التونسية التي تعمل على حفظ الأمن خلال الفعاليات، وشدد في بيان صدر يوم الجمعة على أهمية الحج: "ستظل تونس وجربة أرض التسامح والتعايش والسلام".

وقد أثيرت أسئلة مماثلة حول رحلات الحج السنوية إلى المواقع اليهودية في المغرب، الموطن التاريخي لأكبر جالية يهودية في شمال إفريقيا.

ودعا الاتحاد الدولي لليهود المغاربة إلى إلغاء الاحتفالات الجماعية بعيد الميمونة، وتجنب الفعاليات الاحتفالية في الأماكن العامة، حسب ما أوردته وسائل إعلام محلية.

يحتفل بعيد لاغ باعومر، الذي يعرف أيضا باسم "عيد الشعلة"، بعد 33 يوما من عيد الفصح (بيساح). وهو عيد يهودي يحيي ذكرى ثورة بار كوخبا ضد الرومان عام 132 ميلادي، بعد 62 عاما من خراب الهيكل الثاني.