بدأت محاكمة الصحافي الاستقصائي الايطالي روبرتو سافيانو، اليوم الثلاثاء، في دعوى تشهير رفعتها بحقه رئيسة الحكومة الايطالية اليمينية المتطرفة جورجيا ميلوني بسبب تصريح له انتقد فيه موقفها بشأن المهاجرين.
وكان طُلب من الصحافي سافيانو خلال مشاركته في برنامج تلفزيوني في شهر كانون الأول/ديسمبر من العام 2020، التعليقَ على قضية طفل رضيع من غينيا مات غرقاً في البحر المتوسط خلال عملية هجرة غير نظامية، حينها وجّه سافيانو أصابع الاتهام إلى ميلوني والزعيم الشعبوي للرابطة المناهضة للهجرة ماتيو سالفيني، وقال: "أريد فقط أن أقول لميلوني ولسالفيني، أنتم أوغاد! كيف تمكّنتم من السماح بحصول ذلك؟!!".
ميلوني كانت قالت في العام 2019 إن سفن المنظمات الإنسانية غير الحكومية التي تنقذ المهاجرين "يجب أن تغرق"، فيما منعَ سالفيني، الذي كان وزيراً للداخلية حينها، مثل هذه السفن من الرسو في الموانئ الإيطالية.
في ذلك الحين، لم يكن حزب "إخوة ايطاليا" اليميني المتطرف الذي تقوده ميلوني سوى حزب معارض صغير، لكن هذا الحزب تسلّم مقاليد السلطة في البلاد الشهر الماضي بعد فوز ساحق حققه في الانتخابات التشريعية بفضل برنامجه الذي تشكّل قضية وقف تدفق المهاجرين عبر المتوسط أحد أهم أركانه.
وسافيانو البالغ من العمر 43 عاماً والمعروف بـ"غوموروا" (اسم كتابه الأكثر مبيعاً ويتناول عصابات المافيا)، يواجه في حال إدانته عقوبة بالسجن قد تصل مدتها إلى ثلاث سنوات.
وفي تصريح مقتضب أدلى بها سافيانو خارج محكمة روما، قال إن هجوم ميلوني على من ينقذون أرواح البشر وسط البحار، كان أمراً "غير إنساني"، على حد تعبيره.
ويجدر بالذكر أن الرضيع الغيني، جوزيف، كان واحداً من بين 111 مهاجراً أنقذتهم سفينة "أوبن أرمس" الخيرية، لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة قبل أن يتمكن من تلقي الرعاية الطبية.
وفي المشاهد التي صوّرها عناصر فرق الإنقاذ وعُرضت أمام سافيانو خلال المقابلة التلفزيونية المذكورة، يُسمع صوت والدة الرضيع وهي تبكي، قائلة "أين طفلي؟ النجدة، ساعدوني إنني أفقد طفلي!".