المنازل والسيارات المتفحمة التي تنتشر في قرية دوما التي تقع على قمة تل محاط ببساتين الزيتون، هي تذكير مؤلم بتعرض الفلسطينيين للعنف المتزايد من قبل المستوطنين الإسرائيليين.
تتعرض قرية دوما جنوب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، لهجوم واسع من جانب المستوطنين، أسوة بباقي القرى المحيطة لا سيما قرية المغير، والتي استهدفها المستوطنون أيضا بالاعتداءات وإطلاق الرصاص الحي مباشرة على الأهالي، وحرق العديد من المنازل والمركبات.
وأشار رئيس مجلس قرية دوما إلى السيارات المتفحمة على طول الطريق الرئيسي بسبب هجوم استمر ثلاث ساعات في منتصف أبريل/نيسان الماضي، أسفر عن تضرر 15 منزلاً بسبب الحرق المتعمد وإصابة ستة من سكان القرية بالرصاص.
وكان هذا الهجوم واحدًا من بين 800 هجوم شنه المستوطنون ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة منذ أن نفذت حركة حماس عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر، وفقًا للأمم المتحدة.
ومما لا شك فيه أن الحرب قد زادت من حدة التوتر بين المستوطنين والفلسطينيين. لكن جماعات حقوق الإنسان الإسرائيلية تلقي باللوم على حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة في تأجيج عنف المستوطنين.
كما تسلط البقايا المحترقة في دوما الضوء على موارد القرية المحدودة لتنظيفها وإعادة بنائها، ناهيك عن الدفاع عن نفسها من الاقتحامات المستقبلية، والتي تبدو حتمية في ظل قيام المستوطنين المدججين بالسلاح بدوريات في المنطقة التي تبعد حوالي 20 ميلاً شمال القدس.
وقال سليمان دوابشة، رئيس مجلس القرية التي تضم أكثر من 2000 شخص: "نحن كقرية دوما لا نمتلك أي وسائل للدفاع عن أنفسنا، خاصة وأن قوات الجيش الإسرائيلي أمّنت دخول المستوطنين إلى القرية"، وقدر أن الهجوم تسبب في أضرار بقيمة خمسة ملايين شيكل (1.3 مليون دولار).
كان الهجوم الذي وقع في 13 أبريل/نيسان تكرارًا لحدث مماثل وقع قبل عقد من الزمن تقريبًا. ففي عام 2015، قُتل ثلاثة فلسطينيين من دوما، من بينهم رضيع يبلغ من العمر 18 شهرًا، بعد أن أحرق مستوطنون منزلًا هناك. وقد أدين رجل إسرائيلي في وقت لاحق بتهمة القتل.
وبحجة البحث عن مستوطن راعٍ (14 عاما) فقدت آثاره، شن أكثر من 1500 مستوطن هجومهم على المغير، وبعد العثور عليه مقتولاً، وفق ما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية، في المنطقة الواقعة بين قريتي المغير ودوما، هاجم المستوطنون القادمون من المستوطنات المحيطة قرية دوما.
وداهموا منازل المواطنين وقاموا بتفتيشها والعبث بمحتوياتها، واعتدوا على السكان قبل أن يقوموا بمصادرة تسجيلات الكاميرات الخاصة بمنازلهم وهواتفهم الشخصية. كما أغلقت القوات الإسرائيلية مداخل ومخارج القرية بالكامل، وأعلنتها منطقة عسكرية مغلقة.
ووفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد وقع 794 هجوماً من قبل المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، من إلقاء الحجارة على السيارات المارة إلى إطلاق الرصاص على السكان. وقال المكتب إن عشرة فلسطينيين على الأقل قتلوا على يد المستوطنين في هذه الهجمات.