انسحاب القوات الإسرائيلية من مخيم جنين بعد عملية عسكرية موسعة

منذ 2 أشهر 34

في تطور جديد، يبدو أن القوات الإسرائيلية قد انسحبت يوم الجمعة من مخيم جنين في الضفة الغربية المحتلة، بعد عملية عسكرية استمرت أكثر من أسبوع. أسفرت الحملة العسكرية عن مقتل العشرات من الفلسطينيين وتسببت في دمار واسع داخل المخيم.

خلال ساعات الليل، شوهدت ناقلات الجنود المدرعة الإسرائيلية وهي تغادر مخيم جنين عبر نقطة تفتيش أقيمت على أحد الطرق الرئيسية. عند الفجر، لم يكن هناك أي وجود لقوات إسرائيلية داخل المخيم، حسبما أفاد مراسل وكالة أسوشيتد برس.

لم تصدر القوات الإسرائيلية تعليقاُ فورياً على الانسحاب، لكنها أكدت أنها ستنشر بياناً في وقت لاحق. ما يزال غير واضح ما إذا كان الانسحاب مؤقتًا لإعادة تجميع القوات أم أنه قرار نهائي.

تُعد العملية العسكرية التي شنتها إسرائيل على مخيم جنين من بين الأعنف التي شهدتها الضفة الغربية منذ بداية الحرب مع حماس. استخدم الجيش الإسرائيلي تكتيكات وصفها تقرير للأمم المتحدة بأنها "حربية مميتة".

تشير الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية إلى أن القتال في جنين أسفر عن مقتل 21 شخصًا من بين 39 فلسطينياً قُتلوا خلال الحملة العسكرية الإسرائيلية. وفقًا للجيش الإسرائيلي، فإن معظم القتلى كانوا من المسلحين.

أثرت الحملة العسكرية بشكل كبير على المدنيين الفلسطينيين في جنين. فقد توقفت خدمات المياه والكهرباء، وتم تقييد حركة الأسر داخل منازلهم، كما تعرضت سيارات الإسعاف التي كانت تنقل الجرحى إلى المستشفيات للتأخير بسبب عمليات التفتيش.

منذ الصباح، استخدم سكان جنين الهدوء المؤقت للبحث بين أنقاض المباني المتضررة وتقييم الأضرار. كانت المباني المدمرة تظهر بوضوح آثار الرصاص والشظايا، مع ظهور حديد مشوه من الخرسانة.

قال المسؤولون العسكريون الإسرائيليون إن العملية كانت تهدف إلى استهداف المسلحين في جنين وطولكرم ومخيم الفارعة بهدف تقليص الهجمات المعقدة والفتاكة ضد المدنيين الإسرائيليين.

حتى الآن، لا يُعرف ما إذا كان الجيش الإسرائيلي يقوم بسحب قواته من المخيمين الآخرين.

تواجه إسرائيل ضغوطاً من الولايات المتحدة وحلفائها للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، لكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يصر على الحفاظ على السيطرة الإسرائيلية على ممر فيلادلفيا، حيث تدعي إسرائيل أن حماس تهرب الأسلحة. وتنكر كل من مصر وحماس هذه الادعاءات.

في المقابل، عرضت حماس الإفراج عن جميع الرهائن إذا تم إنهاء الحرب، وسحب القوات الإسرائيلية بالكامل، وإطلاق سراح عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية. هذا العرض يتماشى مع الشروط التي قدمها الرئيس الأمريكي جو بايدن في يوليو.