امرأة هندية ستسافر بسيارتها لتشجع ميسي في مونديال قطر

منذ 2 سنوات 225

في 15 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أعلن وزير النقل الهندي أنتوني راجو رسمياً عن انطلاق رحلة السيدة ناجي نوشي من مدينة مالابار في شمال ولاية كيرالا (المعروفة بجنون كرة القدم) إلى العاصمة القطرية الدوحة، بحضور عدد من مسؤولي المدينة وبعض من أفراد عائلتها. وتخطط نوشي لقيادة شاحنتها من نوع "جيب ثار" رباعية الدفع للوصول إلى قطر بحلول يوم 10 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، أي قبل 8 أيام فقط من المباراة النهائية في مسابقة كأس العالم، لتنهي رحلتها إلى قطر في 31 ديسمبر.
وستستقل نوشي، بعد وصولها إلى مومباي عبر كويمباتور، سفينة تقلها إلى عُمان، ثم ستستمر في رحلتها براً لتجوب بسياراتها بلداناً عربية عدة مثل الإمارات والبحرين والكويت والسعودية قبل دخولها قطر. وتزعم نوشي أن هذه المرة ستكون الأولى التي تسافر فيها امرأة من ولاية كيرالا جنوب الهند إلى ما وراء البحار وتحديداً إلى دول مجلس التعاون الخليجي لحضور نهائيات كأس العالم لكرة القدم.

رحلة فردية إلى كأس العالم

واختارت ناجي نوشي (33 عاماً) وهي ربة منزل وأم لخمسة أطفال وواحدة من عشاق كرة القدم، سيارة "ماهيندرا سار أس يو في" (Mahindra Thar SUV) هندية الصنع والمسماة "أولو" (Olu) أي "الفتاة"، وهي سيارة رياضية متعددة الاستخدامات مزودة بمطبخ وخيمة متصلة بسقفها. وتخطط السيدة الهندية لأن تعيش داخل سيارتها طوال الرحلة، من دون الحاجة إلى البحث عن فنادق أو مراكز أخرى للمبيت بعد الوصول إلى الدوحة، حيث جهزت أدوات الطبخ وكل المستلزمات التي تحتاجها لكي تطهو بنفسها.
ونوشي القادمة إلى المونديال لتشجع الأرجنتين، لا تخفي إعجابها الشديد بالنجم الأرجنتيني الفائز بالكرة الذهبية سبع مرات، ليونيل ميسي، وتعتبر أن مشاهدته يلعب هو الهدف النهائي من رحلتها. وصرحت بهذا الخصوص قائلة "منذ أن بدأت مشاهدة كرة القدم وأنا مفتونة بميسي والطريقة التي يلعب بها، إنه رجل عصامي ونموذج يحتذى به لكثير من الناس وفي نواح عدة".

تقود_سيارة_رياضية_متعددة_الاستخدامات_مزودة_بمطبخ_وخيمة_(حسابها_على_انستغرام).jpg


نهم السفر

وتُعد مغامرة نوشي فريدة من نوعها نظراً إلى الخلفية التي أتت منها، إذ تقول إنها ورثت حب السفر من والدها الذي كان أيضاً محباً نهماً للسفر، لكن القيود المالية قيدت هوايتها هذه عندما كانت طفلة، حيث لم يكن لدى عائلتها ما يكفي من المال لإرسالها لقضاء الإجازات أو الرحلات المدرسية، وانتظرت فترة طويلة بعد زواجها لإشباع تعطشها للمغامرة، ولكن بصفتها ربة منزل لم يكن لديها المال فتولى زوجها تمويل رحلاتها في البداية، ولكن بعدما أطلقت قناتها على "يوتيوب" العام الماضي، تمكنت من تمويل رحلاتها من خلال المشاهدات والجهات الراعية لها، وأطلقت على قناتها اسم Naajinoushi solo mom traveller أي "ناجي نوشي الأم المسافرة الوحيدة" وخصصتها لتوثيق رحلاتها، وجمعت القناة حتى اليوم أكثر من 65 ألف مشترك ونحو ثمانية ملايين مشاهدة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


رسالة محفزة

على الرغم من وجود بعض المخاوف المتعلقة بالسلامة، فإن نوشي تقدم من خلال رحلاتها مثالاً للسلامة والسفر المتفرد، وتسهم في إيصال رسالة جوهرية تحفز من خلالها المرأة على التنقل والسفر، وتأمل أن تلهم رحلتها النساء الأخريات للسعي وراء أحلامهن. وتقول نوشي، "أريد أن أكون نموذجاً يُحتذى به لأولادي أيضاً، إذ عادة ما ينظر الأطفال إلى آبائهم عندما يتعلق الأمر بالاقتداء، بينما تظل ربات البيوت مثلي من دون أي إنجاز يفخر الأولاد به، لذلك أردت أن أغير هذا الاعتقاد".
وهذه ليست أول رحلة فردية لنوشي، إذ قامت سابقاً ببعض الرحلات الفردية في كل أنحاء الهند، وفي فبراير (شباط) الفائت، وثقت قيادتها إلى نيبال على وسائل التواصل الاجتماعي ووصلت إلى معسكر قاعدة جبل إيفرست في خمسة أيام فقط، وفي أغسطس (آب) الماضي، قطعت مسافة 13 ألف كيلومتر في جميع أنحاء الهند وغطت 17 ولاية وخمس مناطق اتحادية للوصول إلى منطقة الهيمالايا. وكانت نوشي قد أثبتت في رحلتها الأخيرة المنفردة من كوتاناد إلى نيبال، التي استمرت 50 يوماً متنزهة سيراً على الأقدام، أن الهند بلد آمن للمسافرين بشكل منفرد.
 

وصلت_إلى_معسكر_قاعدة_جبل_إيفرست_في_خمسة_أيام__(حسابها_على_انستغرام).jpg


ومن الجدير ذكره أن نوشي وضعت عينها منذ الآن على هدف جديد وحددت رحلتها المقبلة بمجرد انتهاء كأس العالم، إذ تريد أن تقود سياراتها في رحلة منفردة تجوب بها سبع قارات، في هدف أقل ما يقال عنه إنه "الحلم الكبير".
وليست نوشي الوحيدة التي قررت السفر إلى قطر بطريقة يكتنفها الغموض والمغامرات، فهناك أيضاً الفرنسيان مهدي بمليسا وغابرييل مارتن اللذان يواصلان رحلتهما باتجاه قطر لحضور نهائيات المونديال بواسطة دراجتيهما الهوائيتين.
وفي حين يتنافس محبو السفر حول العالم على إيجاد أفكار جديدة وخارجة عن المألوف لتحدي أنفسهم ولخوض الاختبار العملي الذي يوثق ولعهم بالتجوال، تأتي هذه القصة لتحفز كثيراً من الناس وبخاصة النساء، ولتعطي مثالاً حياً على متعة اقتحام المجهول والوثوق بالأحلام الكبيرة، بعيداً من المخاوف التي تطرق باب الفكر كلما فكرنا بالخروج من منطقة الراحة.