تستمر المفاجآت في هجوم المعارضة المسلح في سوريا، إذ سيطرت بسرعة قياسية على مناطق واسعة في مدينة حلب، ذات الأهمية الصناعية والتجارية والتاريخية.
ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، السبت، أن مسلحي "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقا) والفصائل الموالية لها سيطروا على أكثر من نصف مدينة حلب، مع دخول الهجوم المباغت الذي أطلقته يومه الرابع.
وأضاف أن هؤلاء المسلحين لم يجابهوا بمقاومة حقيقية من قبل قوات النظام.
وتداول رواد مواقع التواصل مقاطع فيديو تظهر انتشار المسلحين في بعض أحياء حلب، ولا يمكن التحقق من صحة هذه الفيديوهات من مصدر مستقل.
وذكرت منصات مقربة من هذه الفصائل أنها سيطرت على قلعة حلب التاريخية.
وكانت الهيئة والفصائل الموالية لها، المتمركزة في محافظة إدلب المجاورة، قد أطلقت الأربعاء هجوماً مفاجئاً وواسعا على قوات النظام السوري في ريفي المحافظة ومحافظة حلب المجاورة.
وسمت هذه الفصائل العملية باسم "ردع العدوان"، وجاءت في صباح اليوم الأول لسريان وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل.
النظام يقلل من الأمر
في المقابل، ذكرت وكالة الأنباء الرسمية السورية "سانا" أن أنه تم "إلقاء القبض على مجموعات إرهابية صورت مشاهد في عدد من أحياء حلب لتوحي بأن المجموعات الإرهابية سيطرت على تلك الأحياء".
وقالت: "قواتنا المسلحة تواصل التصدي لهجوم التنظيمات الإرهابية في ريفي حلب وإدلب وتكبدها خسائر فادحة".
روسيا تدخل على الخط
وذكرت وزارة الدفاع الروسية أنها شاركت في غارات جوية "على مواقع الإرهابيين".
ونقلت وكالة "سانا" السورية عنها أنه تم "القضاء على أكثر من 200 إرهابي بريفي حلب وإدلب خلال العمليات المشتركة مع الجيش العربي السوري".
وذكر روبرت فورد، الذي كان آخر سفير للولايات المتحدة في سوريا، أن الهجوم أظهر أن قوات النظام "ضعيفة للغاية".
وأضاف أنه في بعض الحالات، يبدو أنهم "كادوا أن يُهزموا".
وقالت وكالة "أسوشيتد برس" إن الحرب الأهلية التي دامت 13 عاما في سوريا عادت إلى الوراء، مع الهجوم المفاجئ على حلب.
وهذا واحد من بين أقوى الهجمات التي شنتها الفصائل المسلحة في سنوات الحرب التي امتدت آثارها إلى ما وراء حدود سوريا.
كما أنه أول هجوم على حلب منذ عام 2016، عندما ساعدت حملة جوية روسية وحشية ودعم إيراني على الأرض نظام بشار الأسد على استعادة السيطرة على أحياء المدينة الشمالية الغربية.
المصادر الإضافية • المرصد السوري، أ ب