يتم تسويق الماس المنتج في المختبرات وفق تبني ادعاءات مفادها أنه يعتمد في تصنيعه وصقله على تقنيات وآلات تعمل بالطاقة المتجددة. ولكن عديد المصنعين لا يلتزمون بما يقولونه، أو أنهم لا يجيبون بوضوح عن مصادر الطاقة التي يستخدمونها، فتصنيع هذه الحجارة الكريمة يتطلب كثيرا من الطاقة الكهربائية.
الماس المنتج في المختبرات من حيث التركيبة الكيميائية هو مثل الماس الطبيعي المستخرج من الأرض، ولكن تكلفته لا تمثل سوى جزء صغير من السعر. ويعارض محبو الماس المستخرج من المناجم الحملات التسويقية للماس الاصطناعي، قائلين إن الماس الطبيعي يحتفظ بقيمته بشكل أفضل ولفترة أطول، وهو أكثر ندرة ما يجعله أكثر خصوصية.
حصلت مبيعات الماس المنتج في المختبرات في الولايات المتحدة على حصة سوقية قدرها 10% من إجمالي مبيعات مجوهرات الماس، وقفزت مبيعاته العام الماضي إ‘لى نحو 16% مقارنة بعام 2022. وتمثل تكلفة الماس الاصطناعي جزءا صغيرا مقارنة بتكلفة الماس الذي تَشكَّل على مدى آلاف السنين طبيعيًّا تحت الأرض.
في متجر "باريو نيل" للمجموهرات في فيلادلفيا، تصنع الماسات باستخدام الطاقة المتجددة أو بتقنية احتجاز الكربون أو محايدة الكربون، بحسب طبيعة الاعتماد الذي يشتريه المصنعون.
توجد العديد من الشركات المصنعة في الهند، حيث يُوَفَّرُ 75% من الكهرباء من حرق الفحم، ويروج المصنعون لعبارات تحمل كلمة "مستدام" و"صديق للبيئة" على صفحاتهم الإلكترونية، ولكنهم لا ينشرون تقارير الأثر البيئي الخاصة بهم، ولا يتم التصديق عليها من أطراف ثالثة.
في المقابل يتوسع استخدام الطاقة الشمسية في الهند بسرعة، وهناك شركات مثل "غريلاب دايموند" تستخدم الطاقة المتجددة في عملية التصنيع، كما تعتبر الصين دولة رئيسية أخرى في تصنيع الماس ونصف الكهرباء فيها متأت من الفحم الحجري عام 2023. أما في الولايات المتحدة فتقول شركة "فريه" إن السبك هو عديم الانبعاثات في ويناتشي في واشنطن، إذ يعتمد على الطاقة الكهرومائية من نهر كولومبيا.
يتم تصنيع الماس على مدار أسابيع عدة، عن طريق تعريض الكربون لضغط عال ودرجة حرارة عالية، تحاكي الظروف الطبيعية التي يتكون منها الماس تحت سطح الأرض.
وجدت هذه التكنولوجيا منذ خمسيات القرن الماضي، وكان الماس يستخدم غالبا في صناعات مثل قطع الحجارة والتعدين وأدوات طب الأسنان، وبمرور الوقت انخفضت تكلفة الإنتاج بتطور التكنولوجيا، ما مكن المصنعين من اختيار الحجم والجودة، وأصبح من الصعب على نحو متزايد اكتشاف الاختلافات بين الماسة الحقيقية والماسة الاصطناعية، إلا عن طريق استخدام الليزر لتحديد العلامات في البنية الذرية. ويستغرق تكوين الماس الطبيعي مليارات السنين وهو نادر، ما يجعل سعره أكثر استقرارا.