بقلم: يورونيوز • آخر تحديث: 15/03/2023 - 19:40
علي شمخاني (يمين) يصافح مساعد بن محمد العيبان عقب الاتفاق في بكين - حقوق النشر Luo Xiaoguang/Xinhua
كشف مسؤول سعودي الأربعاء النقاب عن كواليس المحادثات بين الرياض وطهران قبل الإعلان عن الاتفاق السعودي الإيراني لإنهاء قطيعة دامت سبع سنوات بإعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين برعاية صينية الأسبوع الماضي.
وكانت العلاقات قد انقطعت عندما هاجم محتجّون إيرانيون البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران بعدما أعدمت المملكة رجل دين الشيعي نمر النمر.
وتعد الجمهورية الإسلامية والسعودية أبرز قوتين إقليميتين في الخليج، وهما على طرفي نقيض في معظم الملفات الإقليمية، وأبرزها الحرب في اليمن، حيث تقود الرياض تحالفًا عسكريًا داعمًا للحكومة المعترف بها دولياً، وتتهم طهران بدعم الحوثيين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد أبرزها صنعاء العاصمة.
طبقاً للمسؤول السعودي الذي طلب عدم ذكر اسمه، أرست عدة اجتماعات أخرى الأسس لمحادثات الأسبوع الماضي في بكين.
وتضمّن ذلك تبادل آراء موجز بين وزيري الخارجية السعودي والإيراني خلال قمة إقليمية في الأردن أواخر كانون الأول /ديسمبر، ثم محادثات بين وزير الخارجية السعودي ونائب الرئيس الإيراني خلال تنصيب الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، وزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى بكين في شباط/فبراير.
قضايا شائكة
وقال المسؤول السعودي إن محادثات بكين شهدت "خمس جلسات مكثفة للغاية" حول القضايا الشائكة بما في ذلك الحرب في اليمن حيث تقود الرياض تحالفا عسكريا دعما للحكومة فيما تدعم طهران الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء منذ 2014.
وأوضح المسؤول أن المحادثات أسفرت عن "التزامات ملموسة" بشأن اليمن لكنه لم يكشف عنها.
وتابع أن "إيران هي المورّد الرئيسي للأسلحة والتدريب والبرامج الدعائية للحوثيين ونحن الضحية الرئيسية لهذه الصواريخ والطائرات دون طيار وأشياء أخرى. لذا يمكن لإيران أن تفعل الكثير وينبغي أن تفعل الكثير"، مضيفا أن على إيران وقف "إمداد الحوثيين بالسلاح"، وهي تهمة تنفيها طهران.
وقال المسؤول إن الرياض تجري محادثات مع الحوثيين لإحياء الهدنة التي انتهت في تشرين الأول/أكتوبر والدفع باتجاه تسوية سياسية تشمل جميع الفصائل اليمنية.
وأوضح "نحن نتشارك أيضاً في حدود طويلة مع اليمن، وبالتأكيد لن نتسامح مع أي تهديد لأمننا من أي مكان. يمكن لإيران ويجب أن تلعب دوراً رئيسياً في الترويج لذلك ونأمل أن تفعل ذلك".
وقال إن محادثات بكين شهدت أيضا تجديد التزام الجانبين بعدم مهاجمة بعضهما البعض في وسائل الإعلام، لكنه أشار إلى إن السعودية ليست من يوجه قناة "إيران إنترناشونال"، وهي قناة باللغة الفارسية مقرها لندن وتعتبرها طهران "منظمة إرهابية" وقد اتهمت السعودية بتمويلها.
وتابع "ليست وسيلة إعلامية سعودية ولا علاقة لها بالسعودية"، مشيرا إلى أن الخطوة التالية في تنفيذ اتفاق التقارب هي اجتماع بين وزيري الخارجية السعودي والإيراني، لكن لم يتم تحديد موعد لذلك بعد.
وأكد المسؤول ان الاتفاق لا يعني أن الرياض وطهران سيصبحان حلفاء كما قال إن الجانبين لم يتطرقا إلى الملف النووي الإيراني خلال المحادثات.
وحدّد الاتفاق مهلة شهرين لاستئناف العلاقات الدبلوماسية رسمياً، كما تضمن تعهداً لكل جانب باحترام سيادة الطرف الآخر وعدم التدخل في "الشؤون الداخلية".
التوسط الصيني
وأفاد المسؤول بأن الزعيم الصيني شي جينبينغ عرض على ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان نهاية العام الماضي التوسط لتحقيق المصالحة بين البلدين.
وقال إن المحادثة الأولية بين الزعيم الصيني وبن سلمان جرت خلال لقاءات ثنائية في قمة بالرياض في كانون الأول/ديسمبر.
وتابع: "الرئيس الصيني أعرب عن رغبته في أن تكون الصين جسرا بين المملكة العربية السعودية وإيران. ورحب سمو ولي العهد بذلك"، مضيفا أن الرياض ترى أن بكين في وضع "فريد" حاليا لتوسيع نفوذها في الخليج.
الصين لها نفوذ على إيران وإذا لم يتم الالتزام بالاتفاق الموقع مع المملكة في بكين فستجد طهران صعوبة في تفسير ذلك، بحسب وصف المسؤول السعودي.
وأثار تدخل الصين أسئلة بالنظر إلى شراكة المملكة الوثيقة تاريخياً مع الولايات المتحدة الأميركية، رغم توتر هذه العلاقة بسبب قضايا من بينها سجل المملكة في مسألة حقوق الإنسان وخفض إنتاج النفط الذي أقرته منظمة "أوبك بلاس" العام الماضي.
وقال المسؤول السعودي: "الولايات المتحدة والصين شريكان مهمان للغاية ...، ونأمل بالتأكيد ألا نكون طرفا في أي منافسة أو نزاع بين القوتين"، مشددا على أنّه تم إطلاع المسؤولين الأميركيين قبل سفر الوفد السعودي إلى بكين وقبل الإعلان عن الاتفاق.