الكاتب السعودي تركي الحمد يهاجم "تكالب الوعاظ" على استغلال كل حدث "للدعوة والتبشير" بالإسلام

منذ 2 سنوات 199

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- هاجم الكاتب السعودي وأستاذ العلوم السياسية تركي الحمد، في سلسلة تغريدات عبر حسابه على تويتر، الثلاثاء، ما وصفه بـ"تهافت وتكالب" رجال الدين على "استغلال" أي حدث "للدعوة والتبشير" بالإسلام، معتبرا أن ذلك "محض عبث".

ولم يحدد الكاتب السعودي ما إذا كان هناك حدث معين يقصده بحديثه، ولكن تغريداته جاءت وسط تداول مزاعم على وسائل التواصل الاجتماعي عن تواجد رجال دين في قطر لتعريف جماهير المونديال بالإسلام، وهو ما لم يتسن لـCNN التحقق من صحتها.

وأفادت قناة "الجزيرة" القطرية في تقرير بأن أحد المراكز التابعة لوزارة الأوقاف دشن مبادة تهدف إلى تعريف جماهير كأس العالم بالإسلام من خلال مواد دينية مترجمة بلغات عدة. وذكرت "الجزيرة" في تقرير آخر أن بعض فنادق الدوحة وضعت "باركود" في غرفها للتعريف بالإسلام بكل اللغات.

وقال الحمد إن "كل هذا التهافت والتكالب من قبل الوعاظ والمنظمات والجمعيات ونجوم الميديا الدينيين... على استغلال كل حدث أو مناسبة دينية أو غير دينية، عالمية أو إقليمية أو محلية، للدعوة والتبشير بالإسلام، والزج به في كل صغيرة وكبيرة، وعلى افتراض حسن النية من أنهم فعلا يريدون نشر الدين لوجه الله تعالى، وليس لأوجه وغايات أيديولوجية ومادية أخرى، كل ذلك لا مبرر منطقي له في نهاية المطاف، بل هو محض عبث".

وأضاف الكاتب السعودي: "فلنفرض أن جهودهم المباركة تكللت بالنجاح الكلي في النهاية، وأصبح كل العالم مسلما موحدا، فهل سيكون هذا العالم أكثر جمالا وازدهارا واستقرارا وأمنا؟".

وتابع بالقول: "ثم عن أي إسلام نتحدث هنا؟ فليس هناك إسلام واحد في هذا العالم، بل هو إسلامات متخاصمة متناحرة، وكل يدعي وصلا بليلى، وأنه المعبر الوحيد عن الإسلام الحقيقي، فيكفر هذا ويقاتل ذاك وفق هذا الفهم، ولن يعرف أحد الحقيقة النقية قبل اجتماع الخصوم عند خالقها في يوم الدينونة الموعود".

واعتبر الحمد أنه "في عالم اليوم، فأكثرهم يسعى إلى غاية تتخذ الإسلام مطية ليس إلا، فهناك من يريد جاها ومالا، وهناك من يريد زخما إعلاميا، وخاصة الدول، ودعاية لا علاقة لها بالدين، وهناك من يريد ذيع صيت أو سلطة سياسية أو اجتماعية، أما ذات الدين، فهو آخر شيء مفكر فيه".

واختتم الحمد تغريداته قائلا: "لا تقحموا الأديان في عالم لا يحتاج إلى مزيد من الصراع والتناحر، بقدر حاجته إلى مزيد من التنوع والتسامح.. ودعوا ألف زهرة تتفتح".