الغذاء والدواء الأمريكية تقترح مستويات جديدة لمادة الرصاص بأغذية الأطفال.. ما رأي الخبراء؟

منذ 1 سنة 504

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يجب تحديد مستويات مادة الرصاص المسموح بها في بعض أغذية الأطفال والرضّع بـ20 جزءًا من المليار أو أقل، وفقًا لمسودة التوجيه الجديدة الصادرة عن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، الثلاثاء.

وأوضح الدكتور روبرت كاليف، مفوض إدارة الغذاء والدواء، في بيان، أنّه "بالنسبة للرضع والأطفال الصغار، الذين يتناولون الأطعمة التي شملتها مسودة إرشادات اليوم، تقدّر إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أن مستويات الإجراءات هذه يمكن أن تؤدي إلى خفض التعرّض للرصاص بهذه الأطعمة بنسبة تتراوح بين 24 و27%".

وقالت الوكالة إن أغذية الأطفال، المذكورة في الإرشادات الجديدة، تشمل تلك المصنّعة التي تباع في الصناديق، والعبوات، والأكياس للرضع والأطفال الصغار الذين تقل أعمارهم عن عامين.

وفي حين أن أي إجراء من جانب إدارة الغذاء والدواء مرحب به، إلا أن مستويات الرصاص المقترحة ليست منخفضة بما يكفي، وفق جين هوليهان، المديرة الوطنية للعلوم والصحة في منظمة "هيلثي بيبيز برايت فيوتشرز" (Healthy Babies Bright Futures)، وهي تحالف من المناصرين الملتزمين بالحد من تعرض الأطفال للمواد الكيميائية السامة للأعصاب.

وقالت هوليهان التي كتبت تقريرًا عام 2019، عن وجود مستويات خطيرة من الرصاص والمعادن الثقيلة الأخرى في 95% من أغذية الأطفال المصنّعة: "تقريبًا جميع أغذية الأطفال في السوق تمتثل بالفعل لما اقترحوه".

وأثار هذا تقريرها تحقيقًا في الكونغرس عام 2021، ووجد أن مصنعي أغذية الأطفال الرائدين باعوا عن علم منتجات تحتوي على مستويات عالية من المعادن السامة.

وتابعت: "لم تفعل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ما يكفي بهذا المقترح لحماية الرضع والأطفال الصغار من آثار الرصاص الضارة. ولا يوجد مستوى آمن محدد للتعرّض للرصاص، ويعد الأطفال فئة معرّضة للخطر على نحو خاص".

كما أعرب بريان رونهولم، مدير السياسة الغذائية لتقارير المستهلكين، عن مخاوفه.

وفي عام 2018، قامت تقارير المستهلك بتحليل 50 نوعًا من أغذية الأطفال، ووقعت على مستويات "مقلقة" من الرصاص والمعادن الثقيلة الأخرى. وفي الواقع، "15 منهم يشكلون خطرًا على الطفل الذي يأكل حصة واحدة أو أقل في اليوم"، وفق ما أفادت تقارير المستهلك.

وقال رونهولم في بيان: "يجب أن تشجع إدارة الغذاء والدواء الصناعة على العمل بجدية أكبر لتقليل كم الرصاص الخطير والمعادن الثقيلة الأخرى الموجودة في أغذية الأطفال استنادًا إلى مدى قابلية الأطفال الصغار للتعرض للسموم".

يمكن أن يكون التعرض للمعادن الثقيلة السامة ضارًا لنمو دماغ الرضع والأطفال. وبحسب الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، فإنه مرتبط بمشاكل التعلّم والإدراك والسلوك.

المعادن السامة في التربة

يعتبر الرصاص، والزرنيخ، والكادميوم، والزئبق، بين أبرز 10 مواد كيميائية تثير قلق منظمة الصحة العالمية على الرضع والأطفال.

كعناصر طبيعية، فهي موجودة في التربة التي تزرع فيها المحاصيل، وبالتالي لا يمكن تجنبها. ومع ذلك، تحتوي بعض حقول ومناطق المحاصيل على مستويات سامة أكثر من غيرها، ويعود ذلك جزئيًا إلى الإفراط في استخدام مبيدات الحشرات المحتوية على معادن، والتلوث الصناعي المستمر.

تقترح إرشادات إدارة الغذاء والدواء الجديدة أن أغذية الأطفال المصنّعة، والفاكهة، ومزيج المواد الغذائية، ضمنًا الحبوب والخلطات القائمة على اللحوم، والخضار، والزبادي، واللحوم ذات المكون الواحد والخضار، لا تحتوي على أكثر من 10 أجزاء لكل مليار من الرصاص.

أما الاستثناء عن هذه النسبة هي الخضار الجذرية أحادية المكون، مثل الجزر، والبطاطا الحلوة، التي يجب ألا تحتوي على أكثر من 20 جزءًا لكل مليار من الرصاص، وفقًا للإرشادات الجديدة.

وقالت إرشادات إدارة الغذاء والدواء الجديدة إن الحبوب الجافة المخصصة للرضع والأطفال الصغار يجب ألا تحتوي أيضًا على أكثر من 20 جزءًا لكل مليار من الرصاص.

ومع ذلك، لم تقترح إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أي حد لكم الرصاص بعبوات حبوب الفطور، وبسكويت التسنين، حسبما ذكرته هوليهان، رغم أن هذه المنتجات تمثل "7 من أعلى 10 مستويات الرصاص التي وجدت في أكثر من ألف فحص تقييم لأغذية الأطفال".

وأضافت هوليهان أن الحد المحدد للخضار الجذرية سيكون مفيدًا، إذ نظرًا لأنها تنمو تحت الأرض، يمكن لهذا النوع من الخضار امتصاص المعادن الثقيلة بسهولة.

إذن، ما الذي يمكن أن يفعله الوالدين لتقليل تعرض أطفالهم للمعادن السامة؟ لسوء الحظ، فإن شراء أغذية الأطفال العضوية أو صنعها في المنزل لن يحل المشكلة، لأن المنتجات المشتراة من متجر البقالة قد تحتوي أيضًا على مستويات عالية من الملوثات، وفقًا للخبراء.

ويقول الخبراء إن أفضل طريقة لتقليل تعرض طفلك للمعادن الثقيلة هي تنويع الأطعمة التي يتناولها يوميًا والاختيار في الغالب من الأطعمة التي يحتمل أن تكون أقل تلوثًا.

وأنشأت شركة Healthy Babies Bright Futures مخططًا للأطعمة من الأقل إلى الأكثر تلوثًا، وذلك بناءً على اختباراتها.

وكان الموز الطازج، بمستويات معادن ثقيلة تبلغ 1.8 جزء في المليار، أقل الأطعمة تلوثًا من الأطعمة التي خضعت للاختبار في التقرير. 

ثم يلحق به تباعًا، كل من الفريك، ولحوم الأطفال المصنعة، والقرع، ولحم الضأن، والتفاح، والبيض، والبرتقال، والبطيخ.

ووجد التقرير أن الأطعمة الأخرى ذات المستويات المنخفضة من التلوث تشمل الفاصولياء الخضراء، والبازلاء، والخيار، واللحوم الطرية أو المهروسة المطبوخة في المنزل.

وكانت الأطعمة الأكثر تلوثًا التي يتناولها الأطفال جميعًا تحتوي على الأرز: "كعكات الأرز، وحبوب الأرز المقرمشة، والأرز البني مع عدم إزالة مياه الطهي جميعها ملوثة بشدة بالزرنيخ غير العضوي، وهو الشكل الأكثر سمية من الزرنيخ"، بحسب هوليهان.