للعيد في المجتمعات العربية مكانة دينية واجتماعية تختلف عن سائر أيام السنة يجدد الناس فيه علاقتهم الإنسانية المشتركة، كما يمثل العيد للأطفال ذكريات لا تنسى يورثونها لأبنائهم كي يمتد حبل البهجة العائلي دونما انقطاع. وفي السعودية تتشارك جميع المناطق والمدن في بعض الطقوس والتقاليد الخاصة بالأعياد، كالتجمع بأعداد كبيرة لأداء صلاة العيد وارتداء ملابس جديدة ومنح الأطفال الحلوى أو النقود، هذه الطقوس تمنح العيد صبغة خاصة وطعماً مميزاً لا مثيل له في سائر الأيام، وتجعل عيد الفطر عيداً واحداً متعدد الألوان بتعدد عبارات البهجة والتهنئة.
فرحة سنوية
لصباح عيد الفطر قيمته وبهجته، إذ يأتي بعد شهر من الصيام وله قيمة اجتماعية عالية عن سائر الأيام، فالعائلات تنتظره كبيرها وصغيرها، وفي قرى محافظة الأحساء يتسابق الناس غالباً لإلقاء تحية العيد، ويتطلع الأطفال إلى الحصول على العيدية، تلك المظاهر السنوية لفرحة العيد لا تزال تحظى بمكانة كبيرة على رغم التطور الحضاري، إذ ما زال ينظر للعيدية على أنها رمز شعبي وإسلامي، مما جعلها أحد أهم مظاهر العيد التي يعيشها الكبار ويبتهج لها الصغار عندما يرددون عبارة العيد "عيدكم مبارك" أو "عيد سعيد" على أمل الحصول على العيديات.
معنى العيدية
والعيدية تقليد متوارث وعادة قديمة تضفي فرحاً على صباحات العيد، كما تعد من أهم مظاهره، وتعتبر عادة إسلامية امتدت على مدى القرون، ولم تفقد بريقها حتى اليوم، والعيدية هي الهبة التي يمنحها الأهل والأقارب والأصحاب في العيد وقد تكون مبلغاً مالياً أو هدية عينية، وكانت العيدية قديماً تعطى مباشرة من الجيب إلى يد الطفل، والتي تعكس مدى الترابط بين الأهل والأقارب.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
العيدية أم الهدية
لكن العيدية شهدت في السنوات الأخيرة تطوراً في طرق التقديم وأفكاراً ابتكارية في التوزيع، وأوضحت المتخصصة بفن تصميم المناسبات سارة العوض "الطلب على تقديم أفكار مبتكرة لتقديم العيدية يشعر الأطفال بالفرحة والسعادة، وفي آخر أسبوع من شهر رمضان نتلقى عديداً من الطلبات الخاصة بتقديم العيدية، ولعل أبرزها طلب ظرف خاص مطبوعة عليه النقود أو بعض الشخصيات المحببة للأطفال، ومنها أيضاً طلبات الصناديق الصغيرة حيث يوضع فيها بعض قطع الحلوى والنقود، بينما تتجه بعض العائلات لطلب صندوق المفاجأة لزيادة تفاعل البعض، كما يتم طلب تنسيق بعض المعايدات للصغار من خلال المسابقات الحركية".
مظاهر العيدية
وتبدأ مظاهر العيدية بعد أداء صلاة العيد وحضور جميع أفراد العائلة في مجلس العائلة لتناول القهوة السعودية والتمور ووجبة الفطور، ثم ينصرف الجميع لمعايدة الجيران والأهل والأقارب، وترى كثيرات من الأمهات أن للعيدية قيمة اجتماعية مهمة جداً خصوصاً بالنسبة إلى الأطفال، فهي كما تقول السيدة آيات الحميد "أهمية العيدية تكمن في أنها من أهم الموروثات الشعبية، فهي تجعل الأطفال يترقبون صباحات العيد لمعايدة الأهل والأقارب، كما أنها تعودهم بشكل غير مباشر على التواصل وزيارات الأهالي في الأعياد، كما أنها تشجع الطفل على التصرف السليم في عيديته لأنها أول مال نقدي يتعامل به الأطفال، لذلك هم يشعرون بالمسؤولية تجاه طريقة صرف أو ادخار ما جمعه من عيديات".
ويجتمع الأطفال آخر يوم في العيد لإحصاء "غنائمهم" من العيدية والتباهي بمن جمع أكثر، وينفق الأطفال عيدياتهم على الألعاب والحلوى وفي المدن الترفيهية، وبعض الأطفال يدخرها لشراء بعض الهدايا، أو منحها للأطفال الأكثر حاجة.