الرئيس الكولومبي يصعّد انتقاداته لسياسات الهجرة الأمريكية ويشبهها بـ"الممارسات الفاشية"

منذ 3 ساعة 10

في تصريح أثار جدلًا واسعًا، قارن الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو سياسات الهجرة التي ينتهجها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالممارسات الفاشية، متهمًا إياه بتجريم مجموعات سكانية بأكملها واستخدام الهجرة كورقة سياسية لكسب التأييد الشعبي.

وخلال مقابلة صحفية، انتقد بيترو بشدة نهج ترامب في التعامل مع المهاجرين، مؤكدًا أن الرئيس الأمريكي ينظر إليهم كمذنبين بشكل جماعي، وهو ما وصفه بأنه مقاربة خطيرة.

وقال: "لا ينبغي لنا أن نجرّم مجموعات سكانية بأكملها. لا يمكنني القول إن كل أمريكي أبيض هو مستغل، لأن ذلك سيكون خطأً كبيرًا"، مشيرًا إلى أن السياسات التي تجرّم الهجرة الجماعية تحمل أوجه تشابه مع الأحداث التي وقعت في ألمانيا عام 1933، عندما استُهدفت مجموعة دينية بالكامل، ما أدى لاحقًا إلى إبادة ستة ملايين شخص. 

وأضاف بيترو أن المعاملة القاسية للمهاجرين في الولايات المتحدة تعكس توجهات فاشية قائمة على العنصرية، موضحًا أن هناك مداهمات تجري في شوارع المدن الأمريكية، حيث يتم استهداف الأشخاص بناءً على مظهرهم وليس بناءً على وثائقهم الرسمية.

وأردف: "لا يسألونك إن كنت تحمل أوراقًا ثبوتية، بل ينظرون إلى وجهك، وأي شخص لا يستطيع اجتياز اختبار العرق يتعرض للضرب". 

وعند سؤاله بشكل مباشر عمّا إذا كان يعتبر ترامب فاشيًا، أجاب بيترو: "إن تجريم مجموعات سكانية بأكملها لكسب تأييد الأغلبية هو بالضبط ما فعله هتلر عام 1933 تجاه اليهود والاشتراكيين"، في إشارة إلى استخدام أساليب القمع والترهيب لتحقيق مكاسب سياسية. 

وهذه ليست المرة الأولى التي يعبر فيها بيترو عن رفضه لممارسات الهجرة الأمريكية، اذ سبق أن وصف عمليات ترحيل المهاجرين غير النظاميين بأنها "معسكرات اعتقال".

وقد تصاعدت التوترات بين كولومبيا والولايات المتحدة بسبب ترحيل المهاجرين الكولومبيين، وول يوم الثلاثاء 201 مهاجر غير نظامي إلى العاصمة بوغوتا على متن طائرتين، بعد أن تم ترحيلهم من الولايات المتحدة. 

وفي تعليق على ذلك، نشر بيترو بيانًا عبر منصة "إكس"، قال فيه: "هؤلاء كولومبيون، أفراد أحرار وكرام، عادوا إلى وطنهم الحبيب. فالمهاجرون ليسوا مجرمين، بل أناس يريدون العمل ومواصلة حياتهم". 

وكان ترامب قد شدد في خطابه خلال حفل التنصيب على ضرورة التصدي للهجرة غير النظامية، واصفًا المهاجرين غير القانونيين بـ"المجرمين"، كما أعلن عن نشر قوات عسكرية لتعزيز الأمن على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، في خطوة أثارت انتقادات حادة من قبل العديد من الدول والمنظمات الحقوقية.